مشغل القراءة في طور التحميل
مشغل القراءة في طور التحميل

السيرة الذاتية محمد أبو سنينة

محمد أبو سنينة، من خيرة القراء في ليبيا

يعتبر الشيخ محمد أبو سنينة واسمه الكامل محمد أحمد علي أبو سنينة أحد أبرز القراء والشيوخ في ليبيا بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام، حيث يجمع بين جمال الصوت ورقة الأسلوب وإتقان قواعد القراءة والتجويد. وقد رأى النور في مدينة بنغازي سنة 1928م.

خلال طفولته، نشأ الشيخ محمد أبو سنينة في وسط محافظ يعتز بالقيم الدينية والأخلاق الإسلامية، فبدأ بحفظ القرآن الكريم بمسجد المكحل على يد إمامه الشيخ عثمان الجهاني، قبل أن ينتقل إلى مسجدي السلّاك والوحيشي الذين أتم فيهما حفظ القرآن الكريم على يد كل من الشيخ سعد ارحيم الدرسي والشيخ محمد السواداني.

وبالإضافة إلى هذين الشيخين الجليلين، تتلمذ القارئ محمد أبو سنينة على يد عدد من أهل العلم المعروفين في ليبيا، وكان مواظبا على حلقات العلم التي يلقونها هنا وهناك. ومن هؤلاء نذكر على سبيل المثال، الشيخ محمود دهميش الذي راجع عليه القرآن وتعلم منه التجويد و رواية الإمام نافع، والشيخ حسين يوسف بودجاجة المفتي العام لليبيا والذي أجازه في حفظ القرآن و العلوم الشرعية.

بعد ذلك، وفي سنة 1949م، رحل فضيلته إلى مصر للالتحاق بالازهر الشريف، فامتحنه العلامة منصور المحجوب الذي كان مدرسا للدراسات العليا بالأزهر مع ثلة من الشيوخ، فأبلى البلاء الحسن وتم قبوله للدراسة بكلية الشريعة. وعلى عكس المتوقع، رفض الشيخ محمد أبوسنينة هذا التشريف، وأصر على إعادة الدراسة الأزهرية من أولها، ولما تعجّب شيخ الأزهر من صنيعه قال له: (إنما جئت لأجل العلم لا لأجل الشهادات). وبعد أن أتم التعليم الأولي في الأزهر بنجاح، التحق بكلية الشريعة و القانون و تخرج منها بتقدير ممتاز.

وبعد تخرجه من الأزهر وزواجه بسيدة مصرية، عاد فضيلته إلى بلده سنة 1964م ، حاملا معه مكتبة ثمينة غنية بالنوادر و المخطوطات. وتقديرا لعلمه وكفاءته، تم تعيينه في سلك القضاء بليبيا، فعمل بمحاكم متعددة بكل من المرج والبيضاء ودرنة، قبل أن يصبح رئيسا لمحكمة اجدابيا الابتدائية، ثم رئيسا للقضاء الشرعي بمحكمة بنغازي، ثم مستشارا بنفس المحكمة فرئيسا لها.

وقد كانت سيرته في القضاء والعلم الشرعي طيبة عطرة، ومن أبرز إسهاماته في هذا المجال إعداده لبحث حول احكام الطلاق حاول من خلاله استيعاب مختلف الآراء والتوجهات، ومشاركته في الوعظ والمحاضرات الدينية، إضافة إلى خرجاته الإعلامية في الاذاعة والتلفزيون، دون إغفال دروسه في الجوامع والمساجد.

وقد عرف باهتمامه بالطرق الصوفية التي كان يرى فيها الصدق و الاخلاص و المحبة. وبعد مسيرة حافلة بالعطاء، فاجأه المرض ولم يمهله الموت، فلبى نداء ربه في 27 يونيو 1990م، فحضر جنازته ثلة من علماء بنغازي و أعيانها، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمقبرة سيدي اعبيد في بنغازي.

تعليقات