وها قد حل رمضان!

وها قد حل رمضان!

ها قد حل رمضان بعد طول ترقب وانتظار، ها قد جاءنا شهر الرحمة والمغفرة والانتصار، ها قد زارنا ضيف عزيز يضمد الجراح وينسينا الخيبات والانكسار. ها قد حل رمضان، فمرحبا بك يا خير الشهور والأوقات والأزمان، مرحبا بك يا أفضل معين للناس على التوبة والغفران، مرحبا بك يا شهرا يفوح منه العطر والطيب، وتتناثر منه أجمل الأشكال والألوان. ها قد حل رمضان، فأهلا بك بين ظهرانينا طيلة شهر كامل، وسهلا بك في ديارنا دون حاجز أو حائل.

ها قد حل رمضان، فهل في العالم أسعد من المسلمين بمَقْدَمِه؟ وهل في الدنيا أفرح من المؤمنين بطلته؟ وهل في الكون أفخر من المتقين بطلعته؟ ها قد حل رمضان، وبحلوله يبتهج القلب وينشرح الصدر ويلهج اللسان حمدا وشكرا لله على تشريفنا بخيره العظيم، وتمكيننا من ثوابه العميم. ها قد حل رمضان، فهل في السَّنة أقدس من أيام هذا الشهر الكريم؟ وهل في العام أكرم من ليالي هذا الشهر الحليم؟ وهل في العمر كله أفضل من هذه الفرصة الربانية والهبة الإلهية لمغفرة الذنوب ومحو السيئات؟

ها قد حل رمضان، فإذا الوجوه الطيبة ضاحكة مستبشرة، وإذا النفوس المطمئنة لرحمة ربها مستشعرة، وإذا القلوب التقية لفضل ربها مستذكرة، وإذا الخلائق المؤمنة في الخير مستكثرة. ها قد حل رمضان، فليكن استقبالنا له لائقا بمقامه، مناسبا لمكانته، ومنسجما مع عظمته الروحية والمادية والرمزية. ها قد حل رمضان، فلتكن همتنا فيه عالية، وليكن طموحنا فيه ضخما، وليكن أملنا منه توبة نصوح وتقوى دائمة وعتق من النار بإذنه سبحانه وتعالى.

ها قد حل رمضان، فلنبتعد عن الشهوات كل الابتعاد، ولنشمر على سواعد الجد والاجتهاد، وليكن على الله التوكل والاعتماد، فالضيف عظيم طوبى للصائمين فيه، والشهر كريم بشرى للقائمين فيه، والمناسبة فريدة هنيئا لمستكثري الخير فيها. ها قد حل رمضان، فأهِله اللهم علينا بالخير واليُمن والبركات، ووحد المسلمين فيه واجمع الشمل والشتات، واجعله اللهم فرصة لمغفرة ذنوبنا، وتكفير سيئاتنا، وتطهيرنا من المعاصي والخطايا في الحياة قبل الممات.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات