رمضان حول العالم

رمضان حول العالم

لرمضان في قلوب المسلمين مكانة خاصة، وله في حياتهم الاجتماعية طقوس خاصة أيضا، تختلف مظاهرها من بلد لآخر حسب طبيعة كل مجتمع وخصوصياته الثقافية والتاريخية. وتتجلى هذه الطقوس على وجه الخصوص في كيفية استقبال اليوم الأول منه، وكيفية إحياء ليلة القدر فيه، وطريقة أداء صلاة التراويح أثناءه، ونوعية الأطعمة والأشربة التي تزين بها الموائد خلاله، إضافة إلى مظاهر التجمع العائلي فيه وما يواكبها من تبادل للزيارات وصلة الرحم وغيرها.

ففي تونس مثلا، يستقبل المواطنون شهر رمضان بفرح غامر، فيتبادلون التهاني بعبارات من قبيل "ينعاد عليكم بالخير" و "سنين دايمة". وخلال هذا الشهر، تتزين الموائد بعدد من الحلويات والأطباق ك"الشوربة" و"البريك" وغيرها. وبعد صلاة التراويح يتبادل التونسيون الزيارات، وتحتضن الساحات العمومية عروضا فنية ومهرجانات فلكلورية. وفي تركيا، يستقبل الأتراك شهر رمضان في جو من الفرح والابتهاج، فتكتظ المساجد والساحات بالمصلين ليلا ونهارا، وتنار المآذن من صلاة المغرب إلى الفجر، وقبيل أذان المغرب يصطف الأطفال أمام المحلات للحصول على خبز "بيدا" الرمضاني. وتتشكل المائدة التركية في رمضان من التمر والشربة الساخنة وبعض الحلويات كالكنافة والبقلاوة، والجلاش.

وفي الهند يحل رمضان وسط أجواء من الغبطة والحبور المطبوعة بحس إنساني وتضامني رفيع. فخلال هذا الشهر يسارع المواطنون إلى الخيرات فيأتون بموائد الإفطار إلى المساجد قبل أذان المغرب ليستفيد منها الفقراء والمحتاجون. وتتشكل مائدة الإفطار في الهند من مشروبات ومأكولات محلية أصيلة كأكلة "دهى بهدى" وشربة "الغنجي" ومشروب "الهريس" وغيرها. أما في باكستان فيكون اليوم الأول من رمضان عنوانا للبهجة والسرور على محيا الباكستانيين جميعهم. ومن عادات هذا البلد في رمضان، الاحتفاء بلأطفال الذين يصومون يومهم الأول كالعرسان، وتنظيم موائد للافطار الجماعي لفائدة الفقراء. ومن أبرز مميزات المائدة الرمضانية الباكستانية مشروب "روح أفزا" الشعبي المكون من الفواكه المحلية.

وفي اندونيسيا، يتزامن حلول رمضان مع منح السلطات الرسمية إجازة أسبوع لفائدة التلاميذ لتشجيعهم على الصيام. وفي هذا الشهر يولي الأندونيسيون عناية خاصة للمساجد، ويقومون بتنظيف البيوت والشوارع وتزيينها، ويجوب الشبان الأزفة وهم يقرعون الطبول التقليدية المسماة "البدوق" ابتهاجا برمضان. وتتشكل المائدة الإندونسية الرمضانية من التمر و شراب "تيمون سوري"، وحلوى "الكولاك"، إضافة إلى الأرز المحمر المسمى "ناسي جورينج". أما في ماليزيا فيتم الإعلان عن حلول رمضان بالضرب على الدفوف و إشعال البخور ورشِّ العطور في المساجد. ويتميز هذا الشهر بتنظيف الشوارع وتزيينها بالمصابيح الكهربائية والأشرطة البلاستيكية. وتتميز المائدة الرمضانية في ماليزيا بأطباق متنوعة أبرزها أكلة "الغتري مندي" وطبق "البادق" وغيرها.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات