لِنَصُمْ ستة أيام من شوال

لِنَصُمْ ستة أيام من شوال

بالشوق ودَّعنا شهر رمضان الكريم وبالأمل نستقبل شهر شوال العظيم، ذهب شهر الصيام لكننا عن الصيام لن نتوقف، وغادَرَنا شهر الخيرات لكننا عن الحسنات لن نتقشف، ومضى شهر القربات لكننا عن قربِ الرحمان لن نتأفَّف، فعبادة الله واجبة في كل وقت وحين، والصوم شعيرة يتطوع بها كل صادق أمين، وخير ما يُتطوَّع به من الصوم اقتداءً بالنبي العدنان، أن يصوم العبد ستة أيام من شوال بعد فريضة رمضان، طاعة لله وابتغاء لوجهه سبحانه وتعالى.

ولأن الحسنة بعشر أمثالها، نَكُون بصيام ثلاثين يوما من رمضان كما لو صمنا ثلاثمائة يوم بالتمام والكمال، ونكون بصيام الست من شوال كما لو صمنا شهرين في غاية الحُسن والجمال، وإذا أضفنا ثلاثمائة يوم إلى ستين صارت سنة كاملة لا يشوبها شك في هذا المجال، فهنيئا لمن صام لله بهذا الشكل دَهْراً، وأكْرِمْ بهذه الفرصة ثوابا و أجراً، وأنعِم بمن وفقه الله إليها شرفا ومكانة وفخراً، فلنسارع إلى صيام هذه الأيام المباركة، ولنبادر إلى اغتنام أجرها قبل انقضاء نفحاتها وانتهاء نسماتها.

لِنَصُمْ ستة أيام من شوال عساه أجر رمضان عند الله يُقبل، وعساها رحمة الله إلينا تُرسل، وعساها أبواب الجنة في وجوهنا يوم القيامة تُفتح ولا تُقفل، فالإسلام دين الفرص المتعددة، والنفحات المتجددة، والبركات المتفردة، وشهر شوال فرصة للطائعين لزيادة إيمانهم، ومناسبة للغافلين لإصلاح أخطائهم، وبركة لللصائمين المتطوعين لرفع الأجر ونيل الحسنات، واكتساب الثواب وتقوية الدرجات. فهنيئا لمن أسعفته الظروف لصيام هذه الأيام المباركات متتابعة أو متفرقة، لأن الحسنات فيها مضمونة، والحياة بفضلها متيسرة وميمونة !

مشاركة هذا المقال:

تعليقات