مشغل القراءة في طور التحميل
مشغل القراءة في طور التحميل

السيرة الذاتية صفوت الشوادفي

صفوت الشوادفي

ناصر للسنة، قامع للبدعة، عبقري ذكي، أعمل ذكاءه وأبلغ جهده في خدمة الإسلام، هكذا وصف مصطفى العدوي الشيخ محمد صفوت الشوادفي، شيخ اجتمعت فيه فنون تفرقت في غيره فهو الباحث، المفكر، الفقيه، الداعية الإسلامي والكاتب الذي سخر قلمه لإعلاء كلمة الإسلام أمام دعاة العلمانية.

ولد الشيخ صفوت الشوادفي في قرية الشغانية بمحافظة الشرقية بمصر سنة 1374هـ الموافق لـ 1955م، في أسرة ريفية متدينة، إذ كان أبوه أحد رجالات الدين بالمنطقة، فكان صفوت خير خلف لأبيه، حيث عمل على إكمال مسيرة أبيه في درب الشريعة وعلوم الدين.

كان الشوادفي من الدعاة المتنورين والمنفتحين على جميع العلوم، فبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كما أنه كان قارئا نهما لكتب الأدب والتراث، وهو ما جعله محط إعجاب من طرف أساتذته.

كانت فصول الجامعة مهد ولادة صفوت الداعية، حيث قام بتأسيس أسرة دعوية تعمل على تنظيم لقاءات مع علماء ودعاة، وكان "هو المخطط لأكثر برامج الدعوة الإسلامية بين أقرانه وأصدقائه في ذلك الوقت".

مسيرة صفوت الداعية لم تقف عند حدود الجامعة، فبعد تخرجه منها التحق بالجيش وهناك انكب على حفظ القرآن وتدبر معانييه، كما أنه تخصص في دراسة الفقه الشافعي من خلال حضور الدروس العلمية التي يلقيها العديد من علماء مصر كمحمد جميل غازي. وبعد إتمامه لفترة الجيش سافر إلى السعودية، وهناك اكتملت معالم شخصيته الدعوية، حيث "أتقن المذهب الحنبلي مع تأصيله لقواعده".

ولأن العلم لا ينبغي كتمانه، فقد عمل الشيخ صفوت على نشر تعاليم الدين الإسلامي وأصول الشريعة بين الناس، ومن أجل ذلك التحق بجماعة أنصار السنة النبوية، حيث عمل على فك صروح الدعوة على فضاء واسع، وذلك بإنشاء مساجد، دور رعاية اجتماعية، كما أنه قام بإنشاء دار التقوى للنشر والتوزيع، وذلك لنشر كتب التراث والفكر الإسلامي.

انجازات صفوت في درب إعلاء كلمة الإسلام لم تقف عند هذا الحد، حيث قام بالتجديد في فن الخطابة والدعوة وذلك باقتحام مجال الإعلام عبر مجلة التوحيد الإسلامية، مجلة وحدت مسلمي العالم ورصدت أخبارهم ومشاكلهم، هذا وكتب خلال فترة رئاسته لتحريرها ما يقارب مئة مقال عالجت مشاكل الواقع المعاش وحلها في تعاليم الإسلام.

وفي عز عطائه، وبعد وجيزة من التحاقه بالبيت الحرام، أبى الموت إلا أن يخطفه وهو في سن الخامسة والأربعين وذلك على إثر حادثة سير مميتة يوم 17 غشت 2000.

تعليقات