تأملات في ذكرى المولد النبوي الشريف 2015

تأملات في ذكرى المولد النبوي الشريف 2015

في صدفة طريفة ونادرة، يخلد المسلمون عبر مختلف أنحاء العالم ذكرى المولد النبوي الشريف مرتين خلال السنة الميلادية الجارية. فقد صادف المولد النبوي الشريف لسنة 1436هـ يوم 3 يناير 2015م، وينتظر أن يوافق المولد النبوي لسنة 1437هـ يوم 24 دجنبر 2015م ليتحقق الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة مرتين خلال سنة 2015م وهو أمر نادر الحدوث والوقوع.

ومن خلال الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العطرة، يستحضر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها سيرة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، بدءً من مولده يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 571م - حسب الراجح من أقوال العلماء - مرورا بطفولته وبعثته وهجرته وفتوحاته وغزواته وغيرها من الأحداث العظيمة والجليلة التي أرست الركائز الأساسية للعلاقات الإنسانية، وشكلت علامة فارقة في تاريخ البشرية، وكان خلالها الحبيب المصطفى نورا يهتدي به الضالون، ويستنير به التائهون، ويستبصر به الغافلون.

وبالتأمل في حدث مولده صلى الله عليه وسلم نستكشف أبعادا إنسانية راقية، ودروسا نضالية متجددة، فيزداد حبنا للنبي الكريم، ويتقوى تعلقنا بسيرته العظيمة، ويرتفع أملنا في رؤيته في الجنة بإذن الله. ومما تحكيه كتب السيرة عنه؛ أن والده عبد الله بن عبد المطلب مات قبل مولده بأشهر، وأن والدته آمنة بنت وهب رأت حين وضعته نورا خرج منها فأضاء قصور بُصرى من أرض الشام. وبعد مولده بفترة توفيت أمه أيضا، فربَّاه جده عبد المطلب، وكفله من بعده عمه أبو طالب، فاشتغل في رعي الغنم منذ سن مبكرة. ورغم اليُتم والفقر اصفاه الله تعالى وأرسله رحمةً وهُدى وبشرى للعالمين.

وبعيدا عن اختلاف أهل العلم في جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف من عدمه، يمكن للمسلمين في هذه المناسبة أن يستحضروا المسار الحياتي الزاخر للنبي الكريم، ويستكشفوا سيرته الحافلة بالأحداث والفتوحات، ويستخلصوا منها الدروس والعِبر. فقد كان يتيما خلال مولده، مغمورا في طفولته، فقيرا في شبابه، مضطهدا في بعثته، منبوذا في هجرته، لكن الله تعالى أبى إلا أن يكمل هذا الدين على يديه، فسَخَّر له جده وعمه يعتنيان به في صغره، وهيأ له أسباب الرزق برعي الغنم والتجارة في شبابه، ولَيَّنَ قلوب صحابته فآزروه في بعثته، ويَسَّر له أبابكر فآنسَه في هجرته، وفوق هذا وذاك، مكَّن له في الأرض ضد أعدائه، فارتفعت في السماء بفضله راية المسلمين، وذاع في الكون صيتُه رحمةً للعالمين.

فهنيئا لنا وللبشرية جمعاء بمولد النبي الكريم، وطوبى لمن عَرَفه فأَحبَّه، ولمن أَحبَّه فاتَّبعَه، ولمن اتَّبعَه فعمِل بما أمر به وانتهى عما نهى عنه، ولْتكن هذه المناسبة العظيمة فرصةً لمراجعة الذات ومحاسبة النفس، والعزم على الاقتداء برسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. موقع السبيل يشاطركم الفرح بهذا الحدث المجيد أيها الأعزاء والعزيزات، ويقدم لكم أجمل التهاني والتبريكات، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات

  1. أليس الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة فلم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدين فلما نفعلها نحن