فتاوى وأحكام السبيل.. المعلومة الصحيحة والمصدر الموثوق

لأن الزمن مليء بالمستجدات والمتغيرات، ولأن حياةَ المسلم لا تستقيم بالفوضى، ولأن عيشَه لا يرتكز على العشوائية، وضع الله تعالى لعباده أحكاما وتشريعات مختلفة تنظم حياتهم، وتيسر أمورهم، وترشدهم إلى طريق الحق وجادة الصواب. وفي هذا الصدد بُعث خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ليرسم للعالمين خارطةَ طريق تُنير وحشة الدرب، وتضيء ظلمة الليل، وتبين للناس ما كانوا يختلفون فيه. وقد كان الصحابة الكرام والمسلمون في عهد النبي يستفتونه في كل كبيرة وصغيرة من أمور دينهم ودنياهم، فكان صلى الله عليه وسلم يرد على تساؤلاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيُظهر الحق، ويُزهق الباطل، ويُزيل الغموض فيما خفي من الأمور أو الْتبَسَ.

ومنذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، ظلت الحاجة للفتوى قائمة، والتعطش للمعرفة ثابتا، فكان الناس ولا يزالون بحاجة لمن ينير طريقهم، ويجيب عن تساؤلاتهم الدينية والدنيوية كي لا يزيغوا عن الحق ويسقطوا في المحظور. لذلك وضع الصحابة الكرام والتابعون من بعدهم مهمةَ الفتوى على عاتقهم، فاستنبطوا من القرآن الكريم، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن اجتهاد العلماء، أحكاما متنوعة في مختلف المجالات كالعبادات والمعاملات والآداب والسلوك والأخلاق وغيرها، كي يكون الناس على بينة من أمرهم، وتستقيم حياتهم وفق شرع الله سبحانه وتعالى، وهدي نبيه الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث الذي رواه الإمام مالك: (تركتُ فيكم أمرين لن تَضِلُّوا ما تمسكتم بهما: كتابَ الله وسنّةَ نبيه).

ووفق هذه الأسس المتينة، أي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى اجتهاد العلماء قديمهم وحديثهم، ورغبةً منا في المساهمة في تنوير القراء الأعزاء بأمور دينهم ودنياهم، قرر موقع السبيل إنشاء قسم خاص بالفتاوى والأحكام، تُخصَّص مقالاته للإجابة على مختلف التساؤلات التي يطرحها المسلمون من مختلف أنحاء العالم حول عدد من الأمور والمسائل، آخذين بعين الاعتبار الإشكاليات التي ظهرت منذ بزوغ فجر الإسلام، وتلك التي لم تظهر إلا في عصرنا الحالي بسبب التغيرات التي حدثت في طرق العيش ونمط الحياة. وسنعتمد في هذه المهمة على آراء خيرة علماء المسلمين وفقهائها ممن يُوثَق بآرائهم ويُعتدُّ بأفكارهم ضمانا لصحة المعلومة واحتراما لقرائنا الأعزاء أينما كانوا.