صلاة الجماعة.. لقاء روحي وتواصل إنساني
صلاة الجماعة هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في جماعة بإمام واحد يصلون خلفه إقتداء به، فيستمعون له بخشوع عند تلاوة القرآن الكريم، ويتابعونه بخضوع في أفعال الصلاة من ركوع وسجود وغيرها. وترتبط صلاة الجماعة بالصلوات التي يُشرَع أداؤها في المسجد أو المصلى أو في الهواء الطلق أحيانا إذا كان المكان طاهرا غير نجس.
حُكم صلاة الجماعة
اختلف أهل العلم في حُكم صلاة الجماعة، حيث يرى علماء المالكية وأتباعهم أنها سُنة مؤكدة، ويرى علماء الشافعية أنها فرض كفاية ومنهم من يرى أنها سُنة فقط. فيما يرى علماء الحنفية أنها واجبة. وتُستثنى المرأة من هذه الأحكام لأن النساء غير ملزمات بحضور المسجد على سبيل الوجوب، وإنما على سبيل الاختيار.
مقاصد صلاة الجماعة
لصلاة الجماعة مقاصد دينية ودنيوية سامية، ومن ذلك حدوث التعارف بين المسلمين، وتَحقُّق التعاون بينهم على البر والتقوى، وتَجدُّد التواصي بالحق والصبر بينهم. وفيها أيضا تعليمٌ للجاهل، وإظهارٌ لشعائر الله، وكشفٌ للمتخلف عنها بعذر أو بدونه، فإن كان العذر مرضا ًسارع المسلمون لعيادته، وإن كان تهاونا سارعوا إلى نصحه وإرشاده. ومن مقاصدها أيضا تعويد المسلم على التمسك بالصلاة والمسارعة إلى الخيرات.
فضل صلاة الجماعة
لصلاة الجماعة فضائل كثيرة وثواب عظيم. فمن خلالها يتضاعف الأجر وتُرفع الدرجات مصداقا لقول النبي الكريم: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة). ومن خلالها تُغفَر الذنوب مصداقا لحديث النبي الكريم: (من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام، غُفِرَ له ذنبه). ومن خلالها يتجنب المسلم عذاب النار وخزي النفاق مصداقا لحديث النبي الكريم: (مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كُتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق).