الوقاية من السحر بالقرآن والسنة
حقيقة السحر
يُعتبَر السحر حقيقةً ثابتةً بإجماع علماء المسلمين. فالآيات القرآنية التي ذُكِر فيها السحر بشكل صريح كثيرة، والأحاديث النبوية التي تحدثت عن هذا الموضوع متعددة. فمن القرآن الكريم مثلا، يستشهد أهل العلم على وجود السحر بقوله تعالى: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلّمون الناس السحر وما أنزل على الملَكين ببابل هاروت وماروت}، وقوله تعالى: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله}. ومن الأحاديث النبوية، يستشهد أهل العلم بما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي الكريم سئل عن السبع الموبقات فقال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حَرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
الوقاية من السحر بالاستقامة
لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، يمكن للمسلم أن يقي نفسه من السحر بعدة أشياء أبرزها الاستقامة على منهج الإسلام والتشبث بالعقيدة الصحيحة. فالإيمان بالله تعالى والتوكل عليه سبحانه، وتوحيده في العبادة، عوامل تقف كالدرع القوي أمام السحر والسحرة. ومن العوامل الأخرى المساهمة في الوقاية من السحر المحافظة علي الفرائض والواجبات، والابتعاد عن المحرمات، والتوبة من السيئات، والاعتقاد الجازم بأن النفع والضر لا يحدث إلا بإذن الله تعالى، وأن السحر والشعوذة شرك وضلال، إضافةً إلى الابتعاد عن مصادقة السحرة أو مطالعة كتبهم.
الوقاية من السحر بالقرآن الكريم
يُعتبر ذكر الله سبحانه وتعالى من أنجع الطرق التي تقي من السحر وسائر الشرور. ومن ذلك، قراءة سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص والمعوذتين، والآيتين من آخر البقرة أو سورة البقرة كلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي: (البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان.) كما يمكن قراءة آية الكرسي، فقد ورد عن النبي الكريم قوله: (من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح). ولمن لا يعرف قراءة القرآن أو لا يستطيع، يمكنه استخدام الآيات والسور المذكورة بتشغيلها في البيت على شكل أشرطة وأسطوانات.
الوقاية من السحر بالأذكار والأدعية
يمكن للأذكار والأدعية التي ثبتت عن النبي الكريم أن تساهم في الوقاية من السحر، ومن ذلك الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق في كل مكان وحين. فقد ورد عن النبي الكريم قوله: (من نزل منزلا فقال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك"). والإكثار من قول: (باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتعتبر هذه الأذكار سببا مهما في الوقاية من السحر وغيره من الشرور والبلايا خاصة لمن قالها بصدق وتوكل على الله سبحانه وتعالى.
الوقاية من السحر بالرقية الشرعية
وللوقاية من السحر يمكن للمسلم أن يلجأ للرقية الشرعية فيطلبها لنفسه أو أهله من الرقاة الصالحين الذين تتوفر فيهم الشروط الشرعية، كما يمكنه أن يرقي نفسَه أو أهلَه بنفسِه بالقرآن والذكر والأدعية. ومن ذلك، الرقية التي رقى بها جبريلُ الكرين بقوله: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد اللهُ يشفيك بسم الله أرقيك". كما يمكن للمسلم أن يرقي نفسه من السحر بقول: "اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيني". ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.