موسم الحج 2015.. رحلة إيمانية نحو الديار المقدسة !
ينطلق هذه الأيام موسم الحج لسنة 1436هـ/ 2015م، حيث يقوم المسلمون من مختلف بقاع العالم بالتوجه إلى الديار المقدسة لأداء واحد من أهم أركان الإسلام الخمس ألا وهو الحج. رحلة إيمانية تصبح فيها مشاعر الفرح بالإقبال على الديار المقدسة ممتزجةً مع أحاسيس الحزن على مفارقة الأهل والأوطان، لكن عظَمة الوجهة، وقداسة الرحلة، ورفعة المقام النبوي، تثلج الصدر وتطمئن القلب وتزرع في نفوس الحجاج حماسا قويا لبذل الغالي والنفيس في سبيل هذا الركن العظيم مصداقا لقوله تعالى: "وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات".
وفي عز هذا الموسم الديني يُنصح المقبلون على الحج بالاستعداد الجيد لهذه الرحلة الإيمانية العطرة كي تمر في أفضل الأجواء وأحسن الظروف، ومن ذلك، أن يستحضر الحجاج المغزى الحقيقي للحج کركن عظيم تتجلى فيه معاني العبودية والطاعة والامتثال، وتختفي فيه مظاهر التميز والترفيه، ويتسامي فيه الحجاج عن الشهوات الدنيوية الفانية لصالح النفحات الدينية المقدسة، كما يُنصح الحجاج بمعرفة أن هذه الفريضة لا تكتمل إلا بالعلم والعمل والفقه والسلوك، ومن ذلك الإطلاع على أحكام الحج، والالتزام بتطبيق تلك الأحكام، والتزود بالتقوى، وتجنب السلوكات المشينة مصداقا لقوله تعالى: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج".
كما يجب على الحجاج وهم في غمرة موسم الحج أن يجعلوا من هذه الفريضة العظيمة مناسبة لترجمة القيم الإسلامية على أرض الواقع، من خلال ملء وقتهم في الحرمين الشريفين بذكر الله وإقامة الصلاة والتنافس مع بعضهم البعض في الأعمال الصالحة كالسنن والنوافل والمستحبات وغيرها. ولأنه محطة بارزة للقاء بين المسلمين من مختلف البقاع والأصقاع، يجدر بحجاج بيت الله الحرام أن يتسلحوا في هذا الموسم العظيم بقيم التسامح والإخاء، وأن يمثلوا بلدانهم وأوطانهم في الديار المقدسة خير تمثيل، وذلك بجعل هذه المناسبة فرصةً للتعارف والتبادل الفكري والثقافي مع الحفاظ على هوياتهم الوطنية والدينية مصداقا لقوله تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
فطوبى لمن وفقه الله للحج هذه السنة والعقبى للذين تهفو نفوسهم لزيارة قبر خير الآنام.