العمرة في رمضان
في غمرة شهر رمضان المبارك، وفي عز الأجواء الروحية التي تطبعه والنفحات الربانية التي تُميزه، يفضل الكثير من المسلمين والمسلمات في البلاد العربية والإسلامية التواجد بالديار المقدسة خلال هذا الشهر الفضيل ليضربوا بذلك عصفورين بحجر واحد؛ أداء مناسك العمرة في زمنٍ جليل هو شهر رمضان الكريم، ومكانٍ مقدس هو الكعبة المشرفة بمكة المكرمة.
والعمرة كما هو معلوم، من العبادات الهامة في الإسلام، وتزداد أهميتها إذا تم أداؤها في شهر رمضان المبارك الذي تُضاعَف فيه الأعمال وتزداد خلاله الحسنات. ومن العلماء من يرى أن ثواب عمرة رمضان يعدل ثواب حجة في غير رمضان، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه قال لامرأة من الأنصار: (ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحاً ننضح عليه. قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة).
ومن النصائح التي تقدم للمقبلين على أداء مناسك العمرة في رمضان، الإكثار من الجلوس في الحرم المكي، والاجتهاد في قراءة القرآن الكريم، والإقبال على صلاة التراويح والخشوع فيها، وقيام الليل بالذكر والدعاء والتسبيح والتهليل، إضافة إلى إخراج الصدقات للفقراء والمحتاجين، والابتعاد عن شهوات الدنيا ولذاتها وعن الأسواق ومشاغلها، حفظا للنفس من اللغو وللوقت من الضياع. كما يُنصح المعتمر في رمضان بالصلاة في المسجد الحرام لأن صلاة واحدة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، فكيف يكون الأجر والشهر رمضان.
ومن الأمور التي يمكن للمعتمر في رمضان إتيانها بعد إنهاء مناسك العمرة، التردد على المزارات الدينية في مكة والمدينة، ومن تلك المزارات أضرحة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والتي يقع معظمها في منطقة البقيع بالمدينة المنورة. كما يمكن للمعتمر في رمضان زيارة عدد من المساجد في المدينة كمسجد (الجمعة)، ومسجد (الميقات) و مسجد (قباء) الذي يعد من المحطات البارزة التي يحرص الحجاج والمعتمرون على التوقف عندها، فهو أول مسجد في الإسلام بني على يد النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بعد وصوله إلى المدينة مهاجرا من مكة المكرمة.