ما حكم قراءة المرأة للقرآن بدون حجاب؟
يتساءل الكثير من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات عن حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم دون ارتداء حجاب.
والجواب باتفاق أهل العلم هو الجواز، مع استحسان مراعاة المرأة لقواعد الحشمة والوقار أثناء قراءة القرآن الكريم تأدبا مع الله سبحانه وتعالى واحتراما لكتابه العزيز. وتأكيدا لهذا الحكم جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عدد 1/420 أن "قراءة المرأة للقرآن لا يُشترط فيها ستر الرأس". وعن سجود المرأة في التلاوة أثناء قراءة القرآن أجاب رحمه الله في الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة عدد 1/249 "وسجود التلاوة يكون حال قراءتها للقرآن، لا بأس بالسجود على أي حال ولو مع كشف الرأس ونحوه لأن هذه السجدة ليس لها حكم الصلاة".
وفي نفس التوجه، أفتى فضيلة الشيخ محمد حسان بما يلي: " لا حرج ان تقرأ المرأة من كتاب الله تعالى ولا شيءَ على رأسها، وإن كان الأكمل والأولى أن تكون محتشمة إن كانت تقصد بذلك العبادة والطاعة لله تعالى، لكن لو قرأت بدون غطاء الرأس فلا حرج ولا إثم عليها بإذن الله تعالى". هذا الرأي تقاسَمه معه الشيخ محمد العريفي الذي سُئل في الموضوع فأجاب بعدم وجوب تغطية المرأة لشعرها عند قراءة القرآن "لأنه لا يُشترط لقراءة القرآن ما يُشترط للصلاة من السترة، وإذا قرأت آية سجدة جاز لها السجود حتى لو لم تكن بحجابها لأن سجود التلاوة ليس كسجود الصلاة".
وفي نفس الإطار ورَدَ عن كبير المفتين بإدارة الإفتاء الإماراتية الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد أن "قراءة المرأة للقرآن الكريم دون حجاب جائز شرعا، إلا أن الأفضل أن يكون على كمال الأدب مع الله تعالى، فإن القرآن كلامه سبحانه وهو صفة الكلام له جل شأنه." وسُئل الشيخ محمد صالح المنجد عن نفس الموضوع أيضا، فأجاب بعدم وجوب ارتداء المرأة للحجاب أثناء قراءة القرآن الكريم، لعدم وجود دليل يدلُّ على وجوب ذلك. وطُرح نفس السؤال في التلفزيون المغربي على الأستاذ مصطفى بن حمزة عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب فأجاب قائلا: "إذا قرأت المرأة القرآن بدون حجاب في بيتها ولم يكن معها شخص من غير محارمها فهذا جائز لعدم وجود شخص أجنبي معها".
ومن خلال ما سبق يتضح أن هناك إجماعا من طرف أهل العلم على جواز قراءة المرأة للقرآن الكريم دون حجاب، والله أعلم.