الحجاب في اللغة العربية معناه السِّتر ومنع الوصول إلى المطلوب. والأصل فيه جسم يَحُول بين جسدين، وهو مشتق من الفعل حَجبَ يَحْجِبُُ أي ستر الشيء وأخفاه. ومن ذلك تسمية البواب بالحاجب لمنعه الناس من الدخول. أما في الشرع فيطلقه أهل العلم على كل ما يستر المرأة من جدار أو باب أو لباس ويمنع الرجال من الاطلاع على مفاتنها وزينتها مصداقا لقوله تعالى: {ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} وقوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب}. والحجاب بصفة عامة هو كل ما يستر المطلوب، ويمنع من الوصول إليه. ويُقصد به في الغالب تغطية المرأة لجسدها مع عدا الوجه والكفين وفي هذه المسألة خلاف بين العلماء.
ولا يتوقف الخلاف في هذا الموضوع عند صِفة الحجاب فحسب، بل يتعداها ليشمل حُكْمَه أيضا، فقد اختلف العلماء في حُكم الحجاب وهل هو واجب أم سنة أم مستحب. لكن الرأي الراجح لجمهور الفقهاء يقول بوجوب الحجاب على كل امرأة مسلمة بالغة وعاقلة، والشاهد على ذلك حسب أهل العلم قوله تعالى في سورة الأحزاب: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنِينَ عليهن من جلابيبهن..} ويرى العلماء أن القصد من هذه الآية هو الحجاب وأنها موجهة لأمهات المؤمنين وبنات النبي الكريم وغيرهن من نساء المسلمين بصفة عامة. وعلى النقيض من ذلك، يرى بعض العلماء المعاصرين أن الحجاب غير واجب، مستشهدين على ذلك بعدم ذكر وجوب الحجاب بصريح العبارة في القرآن الكريم، حيث ذُكِر تارة باسم الجلابيب، وتارة باسم الخُمُر وغيرها، وهي ألفاظ -حسب رأيهم- تحتمل التأويل تبعا للظروف الزمانية والمكانية، لكن هذا الرأي ضعيف ولا يقبله إلا القلة من الناس، والراجح من قول الفقهاء كما أسلفنا أن الحجاب واجب.
ومن المسائل الخلافية في الحجاب كذلك شروطه وأنواعه وأشكاله، وفي هذا الصدد اختلف أهل العلم في شكل الحجاب الشرعي ونوعيته وشروطه، فمنهم من يرى أن الحجاب يجب أن يغطي الرأس بأي شكل من الأشكال ويتعلق الأمر هنا بالخِمار، وهناك من يرى أن الحجاب الشرعي يجب أن يغطي وجه المرأة ما عدا العينين ويتعلق الأمر هنا بالنقاب أو البرقع، ومنهم من يرى أن الحجاب الشرعي يجب أن يغطي جسد المرأة كاملا ما عدا الوجه والكفين، وأن يتحقق به ستر العورة وغض البصر، ويتعلق الأمر هنا بالحجاب في بُعدِه المادي والمعنوي. ومن شروط الحجاب بصفة عامة أن يكون ساترا لجسم المرأة ومفاتنها، وأن يكون فضفاضاً غير ملتصق بجسدها، وأن لا يكون معطَّراً أو مُزيَّناً أو مثيرا للانتباه، وأن لا يكون لباس شهرة أو شبيها بلباس غير المسلمات.
وبالتأمل في مسألة الحجاب وما ورد بشأنها من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، تتجلى لنا أهمية هذا الزي الإسلامي وقيمته في صون كرامة المرأة وعفتها، ومن ذلك قوله تعالى عن إدلاء الجلابيب في سورة النور: {..ذلك أدنى أن يُعرَفْن فلا يُؤذَيْن}. فالحجاب من منظور إسلامي وسيلة وقائية لحماية المرأة من التحرش والأذى، وإبعادها عن أعين الطامعين وأنياب المتربصين. ومن ثمراته الكثيرة أنه طهارة لقلب المرأة والرجل مصداقا لقوله تعالى: {..ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن}، وهو علامةٌ على الإيمان والتقوى، وتعبيرٌ عن العفة والشرف، وإبعادٌ عن دنس الشك والريبة في عِرض وشرف المرأة المسلمة، والحجاب كذلك دليل على الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان، وهو مرادف لغيرة الرجل على المرأة من محارمه، وغيرة الإسلام على النساء المسلمات بصفة عامة.
بقلم: محمد الحياني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بالنسبة لي الحجاب فرض لا نقاش فيه لكونه يصون و يحمي كرامة المراة من النفوس المريضة كل ما شرعه الله فهو لصالحنا دون منازع