الحلق والتقصير آخر أعمال العمرة
عندما ينتهي المعتمر من شعيرة السعي بين الصفا والمروة، وبعد أن يشرب من ماء زمزم ويدعو الله بما يشاء، يكون على موعد مع آخر حلقة من مناسك العمرة، وهي الحلق أو التقصير التي بعد أن ينتهي منها، يتحلل من إحرام العمرة، ويرتدي ملابسه العادية، ويباح له ما كان مُحرَّما عليه من قبل.
تعريف الحلق والتقصير
الحلق والتقصير شعيرة دينية يؤديها المعتمر في الديار المقدسة بمكة المكرمة تعبدا لله سبحانه وتعالى وتعظيما لشعائره وامتثالا لأوامره وتعليماته. والحلق هو إزالة شعر الرأس كاملا وهذا خاص بالرجال فقط، أما التقصير فهو قص جزء بسيط من شعر الرأس وهذا متعلق بالنساء أكثر من الرجال.
حُكم الحلق والتقصير للعمرة
اتفق جمهور الفقهاء ومنهم الحنفية والمالكية والحنابلة على أن حلق شعر الرأس أو تقصيره يعتبر واجبا من واجبات العمرة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى في سورة البقرة: [وأتموا الحج والعمرة لله فإن أُحصِرتُم فما استيسر من الهدي ولا تَحْلِقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي مَحِله]. كما اتفق الفقهاء على استحباب الحلق للمعتمرين الرجال ولا بأس بالتقصير، أما المعتمرات من النساء فيجب عليهن التقصير فقط، ومن كان أقرعا سقط عنه الحلق والتقصير معا.
صفة الحلق والتقصير للعمرة
عندما ينتهي المعتمر من السعي بين الصفا والمروة وبعد الشرب من ماء زمزم، يقوم بحلق شعر رأسه بالموسى أو بآلة حلاقة حادة والحلق أفضل. فإن لم يستطع حلْق شعره لسبب من الأسباب يقوم بقص شعر رأسه ويَعُمُّه بالتقصير، ويُسَنّ للحالق أو المقصر أن يبدأ من الجهة اليمنى للرأس وينتهي بالجهة اليسرى. أما المرأة المعتمرة، فلا تقوم سوى بقص قدر أنملة من طرف إحدى ظفائر شعر رأسها. وبعد الانتهاء من الحلق أو التقصير يتحلل المعتمر ويحل له ما كان محظوراً عليه بالإحرام.
فضل الحلق والتقصير للعمرة
في الحلق والتقصير إشارة إلى استسلام المعتمر لله، وتسليم للرقاب له سبحانه وتعالى بعد حلاوة الطاعة وجميل العبادة، وفيه أيضا تثبيت للأجر ومغفرة للذنوب والخطايا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (''اللهم اغفر للمحلقين''. قالوا: يا رسول الله! وللمقصرين؟ قال: "اللهم اغفر للمحلقين". قالوا: يا رسول الله! وللمقصرين؟ قال: " وللمقصرين"). فمغفرة الذنوب إذن هي أجر هذه الشعيرة وجزاؤها، فطوبى لمن حج أو اعتمر، والعقبى لمن لم يَأذنِ الله له بعد.