إضاءات حول الشرب من ماء زمزم في العمرة

من الأعمال المهمة التي يمكن للمعتمر القيام بها بعد الطواف وصلاة ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم، أن يأتي بئر زمزم فيشرب من مائها حتى تمتلئ أضلاعه وينوي أثناء شربِه قضاء حاجةٍ أو الاستشفاءَ من مرضٍ، ونحوِ ذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ماء زمزم لما شُرِبَ له).

تعريف زمزم

زمزم هي بئر مباركة تقع في الحرم المكي غير بعيد عن الكعبة. وقد عُرِفَت في زمن إسماعيل عليه السلام عندما تركه والده رفقة أمه هاجر في وادٍ غير ذي زرع، فلما اشتد بهما العطش بحثت السيدة هاجر عن الماء بين جبلي الصفا والمروة، فأنعم الله عليهما بنبعِ ماءٍ. فأحاطته السيدة هاجر من جوانبه وزَمَّتْهُ فسمي (زمزم). وقد طُمِست معالمه، فرآه في المنام عبد المطلب جد النبي، فحُفِرت البئر في مكان النبع وسُميت زمزم.

حُكم الشرب من زمزم

أجمع أهل العلم أن الشرب من زمزم مستحب للمسلم عموما وللحاج والمعتمر على وجه الخصوص لما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم: (شَرِبَ من ماء زمزم). كما اتفقوا على استحباب شرب المعتمر من ماء زمزم بعد صلاة ركعتين خلف المقام، فإذا تعذر عليه ذلك فلا بأس في تقديمه أو تأخيره. فإن كان المعتمر صائما جاز له أن يشرب من زمزم بعد الإفطار.

كيفية الشرب من زمزم

يستحب للمعتمر أن يأتي زمزم فيشرب منها لِما يشاء، وله أن يتضلع منها ومعناه أن يُكثر من الشرب حتى تمتلئ أضلاعه، ثم يستقبل القبلة ويدعو فيقول إن أراد أن يشرب للمغفرة مثلا: {اللهم بَلَغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ماء زمزم لما شرب له)، اللهم إني أشربه لتغفر لي، اللهم فاغفر لي}، وله أن يدعو بما شاء من حوائج الدنيا والآخرة. ويستحب أن يتنفس ثلاث مرات عند كل شربة، فإذا فرغ حمد الله تعالى وصلى على النبي المصطفى.

فضل ماء زمزم

لماء زمزم فضائل كثيرة، فقد ورد عن النبي الكريم قوله: (ماء زمزم لما شرب له)، فإذا شربها المعتمر للمغفرة غفر الله له، وإذا شربها للاستشفاء شافاه الله. وقد ذكرها النبي مرة فقال: (إنها مباركة إنها طعام طعم وشفاء سقم)، أي أن شربها يغني عن الطعام ويشفي من السّقام إذا حسن الإيمان وصدقت النوايا. ويُستحب حمل ماء زمزم للبلاد البعيدة للاستشفاء، حيث ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل من زمزم في القوارير، فكان يصبّ على المرضى ويسقيهم.

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات