أحكام العمرة، أنواعها، شروطها وفضائلها

تُعرَّف العمرة لغةً بالقصد والزيارة، ويُعرّفها أهل العلم شرعا بأنها زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة مرة واحدة في العمر أو أكثر، لأداء شعائر خاصة كالإحرام والتلبية، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير وغيرها، وذلك بِـنية التقرب لله سبحانه وتعالى.

حُكم العُمرة

اتفق العلماء على مشروعية العمرة في الإسلام، لكنهم اختلفوا في وجوبها، حيث يرى الإمام أحمد والشافعي أنها واجبة لما ورد عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي فقال: (إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال النبي: حج عن أبيك واعتمر). أما الإمام مالك وأبو حنيفة وأتباعهم فيرون أنها سنَّة غير واجبةٍ استنادا لما رواه جابر بن عبد الله أن النبي سُئل عن وجوب العمرة فقال: (لا وأن تعتمر خير لك).

أنواع العمرة

هناك نوعان من العمرة، العمرة المفردة وعمرة التمتع. فالعمرة المفردة يمكن أداؤها في أي يوم من السنة دون تقييد زمني، أما عمرة التمتع فتؤدى في أشهر الحج فقط. كما تتميز العمرة المفردة بأداء إحرامها في المواقيت القريبة، أما إحرام عمرة التمتع فيؤدى في المواقيت البعيدة. وفي العمرة المفردة يُخيَّر المعتمر بين حلق شعره وتقصيره، أما في عمرة التمتع فالتقصير هو الواجب وليس الحلق.

شروط العمرة

شروط العمرة خمسةٌ هي الإسلام والعقل والحرية والبلوغ والاستطاعة المالية والجسدية. فإن كان المعتمر امرأة يُشترط وجود محرم معها، كزوجها وأبيها وابنها وأخيها وغيرهم من الذين لا تحل لهم أبدا.

أركان العمرة

أجمع أهل العلم على وجود ثلاثة أركان للعمرة هي الإحرام و الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة. ومن ترك هذه الأركان أو أحدها متعمدا فلا عمرة له.

واجبات العمرة

واجبات العمرة ثلاثة أولها الإحرام من الميقات إن كان الميقات بين المعتمِر وبين مكة، أو الحل لمن كان في الحرم المكي. وثانيها تجرد الرجال من المخيط، ولا ينطبق هذا الواجب على النساء. وثالثها الحلق أو التقصير حسب نوع العمرة وطبيعتها، ولا يجب الحلق على النساء أبدا. ومن ترك هذه الواجبات أو أحدها وجب عليه دم.

مستحبات العمرة

للعمرة مستحبات كثيرة يُستحسن للمعتمر إتيانها قدر المستطاع، فقبْل الإحرام يُستحب تقليم الأظافر وحلق شعر العانة والاغتسال. أما بعد الإحرام فتُستحب التلبية ورفع الصوت بها للرجال. وفي الطواف يُستحب تقبيل الحجر الأسود والإكثار من الذكر والدعاء. وفي السعي يُستحب الصعود على الصفا، والهرولة بين العلمين الأخضرين، والإكثار من الذكر.

فضل العمرة

من فضل العمرة أنها تُذهِب الفقر لقول النبي الكريم: (تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد). ومن فضلها أنها كفارة للذنوب والخطايا لقول النبي الكريم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما). ومن فضلها أيضا قضاء الحاجات واستجابة الدعوات لقول النبي الكريم: (الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم).

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات