السعي للعمرة.. أحكامه، شروطه وسُننه

يُعتبر السعي بين الصفا والمروة من الأعمال المهمة التي لا يجب على المعتمِر تركها أو إهمالها. فبعد الإحرام والطواف وصلاة ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم، يتجه المعتمِر إلى جبلي الصفا والمروة في مكة المكرمة للسعي بينهما، استحضارا لقصة هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام، وتعبيرا عن الطاعة للرحمان والامتثال لأوامره.

تعريف السعي للعمرة

يُعرِّف أهل اللغة السعيَ بصفة عامة على أنه المشي والسير والانتشار، ويُعرِّفه أهل الشرع على أنه مشي الحاج أو المعتمر ذهابا وإيابا بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات متتالية في وقت مخصوص وبِنيّة مخصوصة هي عبادة الله، وتعظيم شعائره، والتقرب له سبحانه وتعالى.

حُكم السعي للعمرة

أجمع أهل العلم على مشروعية السعي في الإسلام لكونه من شعائر الله سبحانه وتعالى، واتفقوا على أنه الركن الثالث في العمرة بعد الطواف، وحدههم علماء الحنفية وأتباعهم يخالفون هذا الإجماع ويَعتبِرون شعيرة السعي بين الصفا والمروة واجبا وليست ركنا.

صِفةُ السعي للعمرة

عندما يعزم المعتمر على السعي، يكون أولُ ما يفعله هو الخروج نحو جبل الصفا وترديد الآية الكريمة: [إن الصفا والمروة من شعائر الله]. وبعد الصعود على جبل الصفا، يَستقبل المعتمِر البيت فيُكبِّر الله ثلاثا، ثم ينزل من الصفا فيمشي في طريقه خاشعا متضرعا حتى يصل إلى جبل المروة فيصعده، فيُكبِّر الله مرة أخرى ويدعوه بما شاء، ثم ينزل قاصدا الصفا، وهكذا دواليك إلى أن يكمل سبعة أشواط يقوم بعدها بتقصير شعره، فيتحلل من إحرام العمرة ويلبس ثيابه.

شروط السعي للعمرة

وضع العلماء أربعة شروط لقبول شعيرة السعي بين الصفا والمروة من المعتمرين. وهذه الشروط هي أن يكون الطواف الذي يسبق السعي صحيحا، وأن تكون الأشواط التي يقطعها المعتمر بين جبلي الصفا والمروة متتالية دون فصل أو توقف، وأن يمتنع المعتمر عن إنهاء السعي قبل إكمال سبعة أشواط، وأن يبدأ بالسعي من جبل الصفا أولا وينهيه بجبل المروة.

سُنن السعي للعمرة

من سنن السعي أن يُقبِّل المعتمِر الحجر الأسود قبل الخروج للسعي وبعد أداء ركعتي الطواف. ومن سننه كذلك أن يصعد المعتمر خلال كل شوط من الأشواط السبعة على جبلي الصفا والمروة وهذا خاص بالرجال فقط، أما النساء فيُسَنُّ لهن الصعود إذا لم يكن لحظة السعي اختلاط بالرجال. ومن سنن السعي أيضا أن يُسرع المعتمرون الرجال بين الميلين الأخضرين أثناء المشي بين الصفا والمروة. كما يُسَنُّ للمعتمرين عامة أن يدعوا الله بما شاؤوا أثناء الوقوف على الصفا والمروة وخلال السعي بينهما.

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات