مشغل القراءة في طور التحميل
مشغل القراءة في طور التحميل

السيرة الذاتية محمود عبد الحكم

محمود عبد الحكم، سيرة مقرئ عظيم

حبَاهُ الله بصوت متميز ورنة فريدة فصار محبوبا عند الصغير قبل الكبير، تعلم القرآن الكريم طويلا فأتقنه، وتفقه في الدين كثيرا فأحسنه، سافر هنا وهناك فنشر كتاب الله ولم يبخل في التعريف به. بصوته القوي كان الخشوع يصير أقوى من الصدى، وبأدائه المتقن كان التأمل يبلغ أبعد مدى. يتعلق الأمر بالقارئ المصري الشيخ محمود عبدالحكم، الذي وافته المنية في سبتمبر سنة 1982م.

ولد الشيخ محمود عبدالحكم بقرية الكرنك في محافظة قنا بصعيد مصر في 17 ربيع أول سنة 1333هـ/ فاتح فبراير سنة 1915م. وخلال طفولته، نشأ في أسرة محافظة حيث كان أبوه من مشاهير العلماء في قريته. وما إن اشتد عوده وقويت عظامه حتى ألحقه والده بكتاب القرية، فأكمل حفظ القرآن الكريم وأصوله قبل العاشرة من عمره، الأمر الذي سهل له طريق الالتحاق بالمعهد الأحمدي في مدينة طنطا حيث قضى به عامين كاملين، قبل أن ينتقل للدراسة بالأزهر الشريف بالقاهرة ويتتلمذ على يد خيرة العلماء والشيوخ الأجلاء.

وطوال مسيرته الدراسية تميز رحمه الله بالذكاء والنباهة والنبوغ، فكان مضرب الأمثال بين أقرانه وقدوة حسنة لمن هم في مثل سنه وبنفس طموحه. وبفضل ذلك، كانت الدعوات لتلاوة القرآن الكريم تنهال عليه من كل مكان، وبلغت شهرته مختلف الجهات والمحافظات، فتقدم سنة 1937م لاختبار الالتحاق بالاذاعة المصرية وتوفق فيه، فصار من خيرة قراء عصره وذاع صيته محليا وعربيا. وموازاة مع اشتغاله كمقرئ بالاذاعة، تم تعيينه رحمه الله كقارئ بمسجد السيدة نفيسه.

وفي عز عطاءاته المتميزة، وبعد مسيرة علمية وعملية ناجحة، فاجأه الأجل المحتوم سنة 1982م، ليرحل عن هذا العالم، تاركا خلفه إرثا قرآنيا متميزا ومكتبة غنية بالتسجيلات القرآنية التي لا يزال صداها يتردد إلى يومنا هذا. وبموته رحمه الله خسرت مصر والعالم الاسلامي قارئا عظيما ومزمارا من مزامير داوود التي يصعب تكرارها.

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    اللهم ارحمهم وعافهم واعفو عنهم وأكرم نزلهم ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلهم بالماء والثلج والبرد وأجعلهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا آمين يا رب العالمين