محمود إدريس

محمود إدريس.. قارئ أردني مخضرم

يعتبره المهتمون بالقراءات العشر واحدا من أعلام القرآن ورموزه، ويلقبه محبوه بفارس القراءة والإتقان، حفظ القرآن الكريم على طريقة الصحابة رضوان الله عليهم فعلَّمه وعمِل به، درَس علوم التفسير والوعظ والخطابة على يد ثلة بارزة من أهل العلم وشيوخه، وتقلَّد فيما بعد مناصب ومسؤوليات توزعت بين التدريس والأذان والإمامة والخطابة، ليست له مؤلفات مكتوبة، لكنه يتوفر على برنامج إذاعي لتعليم القرآن الكريم وقواعده، يتعلق الأمر بالمقرئ الشيخ محمود إدريس.

ولد المقرئ محمود إدريس واسمه الكامل محمود بن عبد القادر بن إدريس بن ناصر عكاشة سنة 1938م بمدينة اللّد الفلسطينية، ترعرع في أسرة ملتزمة فتلقى الرعاية الطيبة والتربية الحسنة، ليقرر سنة 1959م الانطلاق في رحلة خاصة مع كتاب الله العزيز، حيث بدأ بحفظه وفهم معانيه مستعينا بتفسير ابن كثير. وقد سلك في هذا الصدد منهج الصحابة الكرام، حيث كان يحفظ عشر آيات ولا ينتقل لحفظ غيرها إلا بعد فهمها وتطبيقها على أرض الواقع. وقد وفقه الله فأتم حفظ القرآن سنة 1961م.

مسيرته العلمية ساهم فيها شيوخ وفقهاء بارزون أخذوا بيده وساعدوه كثيرا، حيث تلقى دروسا متنوعة في التفسير والوعظ والخطابة على يد الشيخ المصري محمد الأمجد رحمه الله،كما تلقى دروسا في الفقه والفرائض والحديث الشريف واللغة العربية على يد شيوخ بارزين أمثال الشيخ نوح القضاة، والشيخ عبد الودود الزراري، والأستاذ رجب القدسي. وانعكاسا لتربيته الحسنة وأخلاقه الراقية، قرر الشيخ محمود إدريس خدمة بيوت الله بطريقته الخاصة، فآثر سنة 1961م أن يشتغل خادماً في مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

على الصعيد العملي، اشتغل الشيخ محمود إدريس كمؤذن ومدرس وإمام بمسجد دار القرآن بين سنتي 1972م و 1994م، كما اشتغل في كلية الشريعة كمدرس لمادة التلاوة، وقبلها عمل كأستاذ بجامعة آل البيت. وقد تنقل بين عدة مساجد في الأردن. وقد أنعم الله عليه فشرفه بتحفيظ القرآن الكريم لمئات الطلبة منذ سنة 1965م. ومن أهم أعماله الفكرية برنامج إذاعي من ثلاثين حلقة، سجله لفائدة الإذاعة الأردنية وتناول فيه أحكام التجويد وقواعد التلاوة.