في غمرة موسم الحج
قبل أيام خلَت، انطلقت فعاليات موسم الحج لسنة 2016م بأرض الإسلام ومهبط الوحي ومهد رسالة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وبهذه المناسبة الجليلة، يوجه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أنظارهم صوب مكة المكرمة وضواحيها لمتابعة مراسم الحج والتملي بطلعة الحجاج الميامين وهم يؤدون واحدا من أعظم وأجمل أركان الإسلام الخمسة.
وفي غمرة موسم الحج، تختلف مشاعر المسلمين بين فرِحٍ بتمكنه من أداء هذا المنسك الجليل، ومتأسفٍ على عدم محالفة الحظ له لإتيان هذا الركن العظيم. وبين هذا وذاك يستغل المحظوظون بأداء الحج أيامهم ولياليهم في أداء المناسك على أحسن وجه ممكن، أما الذين لم تسعفهم الظروف فيكتفون بمتابعة الحج وأخباره عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
ولأن الحج رحلة إيمانية قد لا يعاودها المسلم إلا مرة واحدة في العمر، فإن مشاعر الحجاج الميامين أكبر من أن تطالها الحروف أو تصفها الكلمات. فحج بيت الله الحرام، والطواف بالكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بجبل عرفة، وتقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أعمال جليلة تحمل من القداسة والأبعاد الروحية والرمزية ما يجعلها سببا في سعادة الحجاج حد الانتشاء، وغبطتهم حد البكاء.
ولا تقتصر مشاعر الفرح والابتهاج على الحجاج وحدهم، بل تتعداهم لتشمل عائلاتهم وأصدقائهم وإخوانهم من المسلمين والمسلمات في كل مكان، الذين يتمنون لهم التوفيق والسداد في تأدية المناسك كما يجب، ويسألون الله أن يكتب لهم السلامة ويحفهم بالأمان، ويبعد عنهم الشرور والأخطار، ويجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا تغفر به ذنوبهم وتكفر به خطاياهم. فاللهم وفق حجاجك الميامين لما تحب وترضى، واكتب لمن عاكسه الحظ هذه السنة، حجة طيبة في السنة المقبلة، فأنت على كل شيء قدير.