أحكام السعي بين الصفا والمروة

يدخل السعي بين الصفا والمروة ضمن المناسك المهمة والشعائر العظيمة في الحج. ويُعرفه أهل العلم على أنه المشي سبعة أشواط بين جبلي الصفا والمروة في مكة بِنيَّة العبادة. وتُعتبر السيدة هاجر أول من قام بالسعي بين الصفا والمروة طلبا للماء لرضيعها إسماعيل بعدما أسكنها زوجها إبراهيم عليه السلام بواد غير ذي زرع امتثالا لأمر الله.

حُكم السعي

اتفق جمهور العلماء على أن السعي بين الصفا والمروة هو الركن الثالث من أركان الحج والعمرة ولم يخالفهم في هذا الرأي سوى الأحناف الذين يرون أنه واجب فقط. وقد ذكر الله تعالى هذا المنسك العظيم في سورة البقرة فقال: [إن الصفا والمروة من شعائر الله]. كما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بقوله: (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي).

كيفية السعي

يبدأ الحجاج السعي بالخروج من باب الصفا واستقبال البيت الحرام، فيكبرون الله ثلاث مرات. ثم ينزلون من الصفا نحو المروة فيمشون ذاكرين الله في طريقهم إلى أن يصلوا إلى المروة، فيصعدونه ثم يكبرون الله ويدعونه بما شاؤوا. ثم ينزلون فيسعون ماشين حتى يصلوا الصفا، فيصعدونه ثم يكبرون ويهللون ويدعون الله بما شاؤوا، ثم ينزلون قاصدين المروة حتى يكملوا سبعة أشواط بثمان وقفات، أربع على الصفا، وأربع على المروة.

مقاصد السعي

من مقاصد السعي بين الصفا والمروة أنه إظهار لضعف العبد وحيرته أمام عظمة الله وحكمته. فالأعمال التي تؤدى أثناءه والمشقة المترتبة عنه، تعكس استسلام العبد لله تعالى وامتثاله لأوامره. ومن دلالات هذه الشعيرة أيضا تذكيرها بقصة إبراهيم عليه السلام الذي ترك زوجته هاجر وولده اسماعيل في واد غير ذي زرع، واستحضار لما حملته هذه القصة من دلالات الخضوع والامتثال ومعاني الصبر والتوكل.

شروط السعي

يستلزم الأداء السليم لشعيرة السعي بين الصفا والمروة عددا من القواعد والشروط أولها القيام به بعد طواف صحيح وليس قبله. وثانيها الموالاة في الأشواط وعدم الفصل بينها إلا لضرورة شرعية. وثالثها عدم إنهاء السعي قبل إتمام أشواطه السبعة كاملة. ورابعها البدء بالسعي من الصفا والانتهاء بالمروة وليس العكس.

سنن السعي

للسعي سنن كثيرة أولها الطهارة من الحَدَثين الأكبر والأصغر. وثانيها الخبب وهو المشي بسرعة بين الميلين الأخضرين الواقعين بين الصفا والمروة. وثالثها التهليل والتكبير أثناء الوقوف على الصفا والمروة. ورابعها التكبير والدعاء عقب إتمام كل شوط من الأشواط السبعة. وخامسها الموالاة بين السعي والطواف لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات