أحكام الوقوف بجبل عرفة

يُعتبر الوقوف بعرفة أهمَّ منسك في الحج وأعظمه، ويُقصد به وقوف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفات ضواحي مكة المكرمة من ظهر اليوم التاسع والليلة العاشرة من شهر ذي الحجة إلى طلوع الفجر. وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في سبب تسميته بعرفة، فنَسبَهُ بعضهم لتعارُف الحجاج فيه، ونسبه آخرون لتعارُف آدم وحواء فيه بعد هبوطهما من الجنة، وفي هذا أقوال كثيرة وتأويلات مختلفة.

حُكم الوقوف بعرفة

أجمع أهل العلم على أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج والمنسك الذي بدونه لا يصح الحج ولا يُقبل أبدا. وقد استشهدوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (الحج عرفة، فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر، فقد أدرك الحج). لذلك، يُعتبر الوقوف بعرفة أهم منسك عند حجاج بيت الله الحرام، ويُعد يوم الوقوف به أهم الأيام عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

صِفة الوقوف بعرفة

بعد شروق شمس التاسع من شهر ذي الحجة، يتجه حجاج بيت الله الحرام نحو منطقة نمرة في جبل عرفات فيقيمون بها حتى الزوال. ثم يغتسلون ويصلون الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة بعد سماع الخطبة. وبعد انقضاء الصلاة يقف الحجاج في جبل عرفات، ويسن لهم الوقوف راكبين أو راجلين أو قاعدين، فيُلَبُّون ويُكبِّرون ويذكرون الله ويدعونه بما شاؤوا. فإذا غربت الشمس أفاضوا من عرفات إلى المزدلفة.

واجبات الوقوف بعرفة

من واجبات الوقوف بعرفة الحضور إلى جبل عرفات في التاسع من ذي الحجة بعد الزوال إلى غروب الشمس. ومن واجباته كذلك الطمأنينة، ومعناها استقرار الحجاج واطمئنانهم أثناء الوقوف -بقدر الجلسة بين السجدتين- قائمين كانوا أو جالسين أو راكبين، وذلك بعد مغرب يوم النحر أي العاشر من شهر ذي الحجة، فإذا تركوا عرفة قبل الغروب وجب عليهم الدم. كما يجب عليهم أن يقفوا بعرفة جزءا من النهار، فإن لم يفعلوا لزمهم الدم أيضا.

سُنن الوقوف بعرفة

من سنن الوقوف بعرفة أن يكون الحجاج على طهارة من الحدثين الأصغر والأكبر وأن يغتسلوا منهما، ومن سنن هذا المنسك أيضا المكوث في عرفة من بعد الزوال إلى مغرب الشمس، والاكثار من ذكر الله سبحانه بالتكبير والتهليل والتلبية، والتعرض للشمس قدر المستطاع، والوقوف ركوبا عند الصخرات المفروشة في أسفل جبل الرحمة، ويسن لإمام الحج إلقاء خطبتين تشرحان مناسك الحج، كما يسن للحجاج المسافرين أداء صلاتي الظهر و العصر جمع تقديم.

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات