الطواف - طواف الإفاضة

يُعتبر الطواف من المناسك الأساسية والشعائر المهمة في الحج. وتُعرِّفه المعاجم العربية على أنه دوران الشيء على الشيء أو حوله، أما شرعا فيُعرِّفه أهل العلم على أنه المشي سبعة أشواط متتالية حول الكعبة المشرفة في مكة المكرمة بنية الطواف على صفة مخصوصة.

أنواع الطواف

الطواف ثلاثة أنواع هي طواف القدوم، وطواف الإفاضة وطواف الوداع. فطواف القدوم سُنَّة تؤدى تحيةً للمسجد الحرام. وطواف الإفاضة هو الركن الثاني في الحج ويؤدى يوم النحر بمكة بعد الإفاضة من مِنى. أما طواف الوداع فهو واجب ويكون عند توديع الحجاج للبيت الحرام. وسنركز فيما يلي على طواف الإفاضة لاحتلاله الرتبة الثانية في مناسك الحج بعد الإحرام.

صفة طواف الإفاضة

يبتدأ طواف الإفاضة من مكان الحجر الأسود، حيث يأتيه الحاج فيُقبله دون مزاحمة الناس. فإن لم يستطع لَمَسَهُ بيده، فإن لم يستطع أشار إليه بيده اليمنى من بعيد. ثم يبتدئ طوافه فينحني عن يمينه جاعلاً الكعبة عن يساره. ثم يطوف حول البيت فيمر على الركن اليماني، ثم ينتهي إلى ركن الحَجَر الأسود الذي بدأ منه طوافه، فيُتم بذلك طوافا واحدا، ويعيد الكَرَّةَ إلى أن يكمل سبعة أشواط.

وقت طواف الإفاضة

لطواف الإفاضة وقت فضيلة ووقت جواز؛ فقد اتفق العلماء على أن وقت الفضيلة هو يوم النحر أول النهار. لكنهم اختلفوا في وقت الجواز، حيث يرى الحنفية أن طواف الافاضة يبتدئ وقته من طلوع فجر يوم النحر، ويرى الشافعية والحنابلية أنه يبتدئ من منتصف ليلة النحر، فيما يرى المالكية أن وقته يبتدئ يوم التروية قبل يوم عرفة.

أبعاد طواف الإفاضة

في طواف الإفاضة طاعةٌ لله وإقامةٌ لذكره مصداقا لقوله تعالى في سورة الحج: [وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود]. وفي نسبة البيت الحرام لله تعالى، إشارة إلى عظمة البيت ورمزية الطواف حوله. فالطواف لجوء إلى الله وتمسُّك بحبله، وقرعٌ لباب إحسانه، والتماسٌ لعفوه ورحمته وكرمه. لذلك أجمع العلماء على بطلان حج من لم يطف بالبيت مهما تكن الأسباب.

فضل طواف الإفاضة

من فضائل طواف الإفاضة أنه كفارة للخطايا ومجلبة للرحمة، فقد ورد عن النبي الكريم ما معناه أنه تنزل كل يوم على الحجاج مائة وعشرون رحمة، ستون للطائفين وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين. ومن فضله أيضا أن أجره أعظم من أجر صلاة النافلة حسب بعض العلماء، بسبب تقديم الطواف عن الصلاة في قوله تعالى في سورة البقرة: [أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود].

بقلم: محمد رياض

مشاركة هذا المقال:

تعليقات