مشغل القراءة في طور التحميل
السيرة الذاتية سلطان بن حمد العويد
"مدينة الدمام لم يبقى فيها أحد .. بعض الشوارع أقفلت.. ازدحام عند المقبرة .. بل حينما أذن لصلاة العصر أقام المؤذن الصلاة مباشرة لأن المسجد كان مملوءا عن آخره" هكذا وصف أحد الحضور يوم تشييع جنازة المقرئ سلطان بن حمد العويد، مقرئ اجتمعت الناس حوله قيد حياته بفضل خطبه وقراءاته، فلا عجب أن تجتمع عند وفاته حزنا على فراقه، وذلك بعد أن أخذه الموت على حين غرة وهو في طريقه من المدينة المنورة.
ولد سلطان العويد يوم 17 من شهر شوال 1386 الموافق لـ 28 يناير 1967بأحد أقدم وأهم أحياء مدينة الخبر السعودية حي "الثقبة"، وهناك أتم دراسته الأولية والثانوية. بعدها قرر التعمق في بحور العلوم الشرعية، من أجل ذلك التحق بكلية أصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.
تميز الشيخ العويد عن أقرانه في الجامعة بشدة نبوغه وحبه للنهل من بحور العلم، حيث تمكن من حفظ القرآن منذ سنته الأولى الجامعية، كما كان "مولعا بالقراءة في العلوم الشرعية واللغوية والأدبية، إضافة إلى كتب التاريخ والاقتصاد"، ولذلك عين معيدا في قسم أصول الدين بنفس الكلية، واستمر في ذلك لمدة عامين.
تتلمذ العويد على يد العديد من كبار العلماء أبرزهم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، الشيخ عبد العزيز الراجحي، بالإضافة الى الشيخ مانع القطان، الشيخ ابن عثيمين، وغيرهم من المشايخ الذين جعلوا من العويد أحد أبرز دعاة المنطقة الشرقية بالمملكة السعودية وأشهر خطبائها.
هذا وشغل العويد عدة مناصب، حيث عين رئيسا عاما للإفتاء بمدينة الدمام وهي ما أصبح يعرف حاليا بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إلى جانب تعيينه كإمام وخطيب لمسجد فيصل بن تركي بمدينة الدمام، كما أنه كان نائب رئيس جمعية الوئام للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية في المنطقة الشرقية، فضلا عن عضويته بمجلس الأمناء لجائزة الأمير محمد بن فهد للدعوة.
وعرف الشيخ العويد بدماثة أخلاقه وتواضعه، كما أنه عرف ببساطة أسلوبه في التلقين، ومراعاته للمستوى المعرفي لجميع المستمعين لخطبه "يفقههم ويصحح مفاهيمهم، وينير عقولهم بنور الوحي بعبارة قريبة سهلة لا تستعصي على السامع، فالجميع ينتفع ويعتبر" يصرح الشيخ خالد السبت، أحد أصدقاء العويد.
على حين غرة وفي عمر الأربعين خطف الموت الشيخ العويد من محبيه، وذلك على إثر حادثة سير في الطريق الرابطة بين المدينة المنورة والدمام.
تعليقات