السيرة الذاتية طارق رمضان

طارق رمضان

طارق رمضان، أيقونة الفكر الإسلامي في الغرب !

يُعتبَر أيقونة لامعة في صفوف الجاليات المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، يُلقبه الشباب المسلم في فرنسا بالأخ الأكبر نسبةً لدفاعه عن قضاياهم الاجتماعية والسياسية والحقوقية، واجه عشرات المفكرين والسياسيين الغربيين في مناظرات تلفزيونية أمام ملايين المشاهدين فأسكتهم بالحجج الدامغة والبراهين الواضحة، نضالاته الفكرية والحقوقية تسعى إلى إدماج المسلمين في المجتمع الغربي، وتغيير الصورة النمطية التي يَبدون عليها في بلدان إقامتهم، منعته السلطات الأمريكية من ولوج أراضيها لفترة من الزمن، و اعتبره اللوبي اليهودي كأخطر مفكر مسلم يعيش في أوربا، يتعلق الأمر بالمفكر والمناضل العربي المسلم الدكتور طارق رمضان.

وُلِد طارق رمضان واسمه الكامل طارق سعيد رمضان في 26 غشت سنة 1962 بالعاصمة السويسرية جنيف لوالدين مصريين مُتشبِّعَيْن بالفكر الديني والثقافة الإسلامية، والدته هي الإبنة الكبرى لمؤسِّس جماعة الإخوان المسلمين في مصر الشيخ حسن البنا، و والده هو سكرتير هذا الأخير وحامل أسراره. انتسابُه لعائلة الشيخ حسن البنا والحضور الدائم لهذا الأخير في وجدانه ووجدان والديه كواحد من أعظم المفكرين الإسلاميين والمصلحين الدينيين المعاصرين، عوامل رئيسية أثَّرت في نفسية طارق رمضان ودفعته إلى التمسك بجذوره الإسلامية العريقة والدفاع عن قضايا المسلمين وحقوقهم داخل المجتمعات الغربية.

وخلافا لما تعكسه شخصيته الحالية، أظهر طارق رمضان خلال مرحلة الطفولة ولعاً شديدا بالرياضة عموما وبِكُرة القدم على وجه الخصوص، حيث مارسها في مرحلة أولى ضمن فريق "ستار سيشيرون" السويسري، ثم التحق بفريق "كوليكس بوصي" في القسم الثاني من البطولة السويسرية لكرة القدم، قبل أن ينتقل إلى فريق "إف سي بيرلي" الذي تولَّى تدربيه في وقت لاحق. مسيرته الرياضية كادت أن تُتوَّج باحترافه في إحدى الأندية الكروية الكبرى، لكن ومع نهاية الثمانينات، تخلَّى طارق رمضان عن كرة القدم وتفرغ بشكل كامل للدراسة الأكاديمية.

في هذا الإطار، درَس طارق رمضان اللغة الفرنسية والفلسفة بإعدادية (دوسوسير) بجنيف بين سنتي 1988 و 1992، بعدها حصل على شهادة الماجستير في الفلسفة والأدب الفرنسي، وعلى شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلاميّة والعربيّة من جامعة جنيف بسويسرا. وفي الفترة بين سنتي 1992 و 1993، توجَّه طارق رمضان إلى بلد أجداده مصر، فتلقّى تدريبًا مكثّفا في النصوص الإسلاميّة التراثية على يد أساتذة وشيوخ جامعة الأزهر الشريف الذين أجازوه في هذا المجال دون استثناء.

ذكاؤه الفطري المُتَّقِد، وشواهده الأكاديمية العليا، واهتماماته الفكرية المتنوعة، عوامل من بين أخرى أهَّلته للمساهمة في النقاشات المرتبطة بالقضايا الإسلاميّة المعاصرة من خلال اللقاءات والمحاضرات التي نظمها في سويسرا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. كما ساهمت في تقلُّدِه لمناصب رفيعة، حيث يشتغل في الوقت الراهن أستاذا للدراسات الإسلاميّة المعاصرة في جامعة أوكسفورد بانجلترا، وأستاذا لحوار الأديان بقسم الدراسات اللاهوتيّة بنفس الجامعة. كما يشتغل أستاذًا زائرًا في عدد من الجامعات العربية والغربية، أبرزها كلية الدراسات الإسلاميّة بدولة قطر، وجامعة بيرليز بماليزيا، وجامعة دوشيشا باليابان، وهو رئيس مركز الدراسات التشريعيّة والأخلاق بالدوحة.

موازاةً مع انشغالاته المهنية والعلمية، قام الدكتور طارق رمضان بإصدار عدد من الكتب والمؤلفات في مجال الثقافة والتعدد وحقوق الأقليات والحريات الفردية والدينية، آخرها كتاب (الإسلام والصحوة العربية) سنة 2012، وكتاب (البحث عن المعنى وتطوير فلسفة التعدد) سنة 2010، وكتاب (الإصلاح الجذري: الأخلاقيّات الإسلاميّة والتحرّر) الذي تُرجِم إلى اللغة العربية ونشرته الشبكة العربية للأبحاث والنشر سنة 2008. كما يتوفر على رصيد كبير من المحاضرات والمناظرات بالصوت والصورة واجه خلالها فلاسفة ومفكرين وسياسيين غربيين، آخرها مناظرة مثيرة جمعته بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.

على الصعيد الشخصي، خاض الدكتور طارق رمضان تجربة الزواج في سن مبكرة خلال العشرينات من عمره عندما تزوج من زميلة له اعتنقت الإسلام بفضل احتكاكها به أثناء فترة الدراسة الثانوية.

تعليقات