نبدة عن رواية الدوري عن الكسائي

من الروايات المتواترة التي يُقرأ بها القرآن الكريم وتُتلى بها آياته رواية الدوري عن الكسائي التي تُنسب للشيخ الدوري واسمه الكامل أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان المتوفى سنة 246 هجرية والذي أخذها عن إمامه أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان الكسائي المتوفي سنة 189 هـجرية.

تعتبر هذه الرواية واحدة من الروايات القرآنية الأقل شعبية في العالمين العربي والإسلامي مقارنة بروايتي ورش عن نافع وحفص عن عاصم، وتتميز بمنهجها المختلف عن باقي القراءات العشر لكنه اختلاف لا يمس بأي حال من الأحوال معاني القرآن ودلالاته وإنما هو اختلاف شكلي مرتبط بشكل رئيسي بمخارج الحروف وطريقة نطقها وغيرها من الاختلافات التي تميز الروايات القرآنية وتساهم في تكاملها.

ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر؛ التوسط في المَدَّيْن المتصل والمنفصل بمقدار أربع حركات، والوقوف على التاءات المفتوحة ونطقها بالهاء، وتسكين ياء الإضافة في قوله تعالى: (قل لعبادِي الذين آمنوا)، وتثبيت الياء الزائدة في قوله تعالى (يوم يأت) وفي قوله سبحانه (ذلك ما كنا نبغ)، وإدغام الباء المجزومة في الفاء في قوله تعالى (قال اذهب فمن تبعك منهم)، وغيرها من المميزات والاختلافات التي لا يسع المجال لحصرها.