نبدة عن رواية إسحاق الوراق عن خلف البزار

من الروايات القرآنية المتواترة والأقل شعبية في الأوساط الدينية رواية إسحاق الوراق عن خلف البزار التي تنسب لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله المروزي المتوفى سنة 286 هجرية، والذي رواها عن الإمام أبي محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي البزاز المتوفى سنة 229 هجرية، ويتضمن أرشيف القراءات القرآنية رواية مشابهة ومروية عن نفس الإمام هي رواية ادريس الحداد عن خلف البزار.

تبدو هذه الرواية أقل شهرة مقارنة بغيرها من الروايات القرآنية كورش عن نافع وحفص عن عاصم وغيرهما، لكن ذلك لم ينقص من قيمتها ومكانتها ضمن القراءات القرآنية المتميزة التي يقرأ بها الكثيرون خاصة في بغداد والكوفة وعدد من المناطق العربية والبقاع الإسلامية، ومن أسباب صمود هذه الرواية وبقائها إلى يومنا هذا، حسن سيرة الراوي والمروي عنه اللذَيْن كانا من أحسن القراء في عصرهما وكانا ضابطين لقواعد القراءة وأصولها.

ومن مميزات هذه الرواية القرآنية المهمة نذكر على سبيل المثال لا الحصر، وصل آخر السورة بأول السورة التي تليها دون بسملة، والقراءة بتوسط المدين المتصل والمنفصل، ونقل حركة الهمزة إلى حرف السين قبلها مع حذف الهمزة إذا كان قبل السين واو في قوله تعالى (واسألوا اللَّهَ من فضله)، وبشكل عام، هناك تشابه كبير بين هذه الرواية ورواية حمزة والكسائي.