مشغل القراءة في طور التحميل
السيرة الذاتية فيصل وزار
فيصل وزار.. قارئ متعدد المواهب وحسَنُ المناقب !
هو شاب متعدد المواهب والملكات، عارف بتلاوة القرآن وتجويده، بارع في الخط العربي وفنونه، ومتألق في النقش على الخشب وما شابهه، صوته رخيم يحرك الأنفاس وينعش الإحساس، ومخارج الحروف عنده واضحة لا تشوبها شائبة، درس علم التجويد وعززه بقواعد اللغة العربية، واشتغل في الإمامة والتدريس ردحا من الزمن، توقع له الكثيرون مستقبلا زاهرا في مجال تلاوة القرآن وتجويده، لكن الحكمة الإلهية شاءت أن يفارقنا إلى دار البقاء في عز شبابه وثورة عطائه، يتعلق الأمر بالقارئ المغربي الراحل فيصل وزار.
ولد فيصل وزار بمدينة مراكش المغربية في السادس من شهر شوال سنة 1402هـ موافق 27 يوليوز سنة 1982م لأسرة محافظة أنشأته نشأة تربوية صالحة، وأنبتته نباتا دينيا فاضلا، حيث تفتحت إدراكاته ومواهبه في سن مبكرة، فكان يصبح ويمسي على سماع القرآن الكريم في أحد أحياء مراكش الذي كان يعج بالمساجد والكتاتيب القرآنية. هناك بدأت رحلته الجميلة مع كتاب الله وانطلقت مسيرته الجيدة مع حفظ القرآن الكريم وتعلُّم قواعد التلاوة.
كانت أول خطوة في هذا الصدد تسجيله بكُتَّاب الشريف مبارك بدرب الحمّام الذي تعلم فيه أبجديات الحفظ وبديهيات القراءة، لينتقل بعدها الى كُتاب الشيخ الصالح سيدي الحاج بوجمعة لإتمام عملية الحفظ، قبل أن ينتقل في وقت لاحق إلى دارٍ للقرآن تعلَّم فيها علوم التجويد على يد ثلة من الشيوخ والعلماء البارزين. وبعد تسجيله في المدرسة العمومية، نجح فيصل وزار في الحصول على الشهادة الابتدائية من مدرسة سيدي عبد العزيز سنة 1994م، وعلى الشهادة الإعدادية من إعدادية محمد الخامس سنة 1997م، وعلى شهادة الباكالوريا من ثانوية محمد الخامس باب غمات سنة 2000م.
بعد ذلك، تابع مسيرة الجد والاجتهاد في سلك التعليم العالي، حيث درَس في كلية اللغة العربية لمدة أربع سنوات، توَّجها بالحصول على شهادة الاجازة في اللغة العربية وعلومها بتفوق كبير أدهش زملاءه في الدراسة وأثلج صدر عائلته وأساتذته، ومن علامات هذا التفوق والنجاح مداومته على نيل جائزة التفوق الجامعي طيلة السنوات الأربع التي قضاها بها. وبعد تخرجه، التحق القارئ فيصل وزار بسلك التدريس في تخصص اللغة العربية وعلومها، وذلك بمدينة لخصاص ضواحي أكادير.
ومن مميزات هذا القارئ ومناقبه، أنه لم يكن قارئا للقرآن فحسب، بل كان خطاطا ماهرا وفنانا تشكيليا متميزا (في حدود ما يسمح به ديننا الحنيف)، كما كان صانعا تقليديا ينقش قطع الخزف وينمقها بما حباه الله به من مواهب وقدرات وملكات. كما كان رحالةً يجوب مدن المغرب وقُراه، ويتأمل في ملكوت الله وخلقه. ولعل السر وراء تعدد مواهبه وتوجُّهِه لهذه المجالات الفنية والحرفية بعينها حبه للجمال وعشقه للإتقان ورغبته الفطرية في إثبات نفسه لنفسه وللناس من حوله.
ولعل أفضل وأجمل وظيفة شغلها القارئ فيصل وزار، إمامته للناس في صلاة التراويح بالعديد من المساجد في مدينته كالمسجد الصغير، ومسجد مولاي اليزيد، ومسجد سيدي بوعمر وغيرها من مساجد مراكش. وقد شاء الله فأسلم الروح لبارئها هو وزوجته بسبب تسرب للغاز في بيتهما وذلك في ثاني ذي القعدة سنة 1428هـ موافق 13 نوفمبر سنة 2007م، وقد صلى عليه وعلى زوجته جمع غفير قدر بحوالي 5000 مشيع، وقد ووري جثمانه الثرى بمقبرة سيدي علي بلقاسم قرب مسجد الكتبية بمراكش.
تعليقات