فاتح محرم 1438هـ/2016، الدلالات والأبعاد
ساعات قليلة تفصلنا عن مطلع شهر عظيم وسنة قمرية جديدة. غدا أو بعد غد يحل الفاتح من شهر محرم ومعه يفتح المسلمون قلوبهم وأذرعهم لاستقبال السنة الهجرية رقم 1438. مناسبة لها من الأهمية والمكانة في التاريخ الإسلامي ما يجعل المسلمين في مختلف بقاع العالم فرحين ومبتهجين بمقدمها وكلهم أمل في أن تدخل عليهم بالخير واليُمن والبركات.
والفاتح من شهر محرم هو اليوم الأول من السنة القمرية عند المسلمين الذين يعتمدون في التأريخ على التقويم الهجري. وقد سمي هذا الشهر بالمحرَّم لأن العرب كانوا يحرمون فيه القتال ولأنه واحد من الأشهر الحرُم الأربعة التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم والتي ورد تفصيلها في البخاري عن أبي بكر رضي الله عنهُ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: [السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان].
ولأن الفاتح من محرم مرادف للسنة الهجرية الجديدة فإن هذه المناسبة تحمل أبعاداً تاريخية عظيمة ودلالات روحية عميقة. ففي مثل هذا اليوم من كل سنة هجرية، يستحضر المسلمون عظمة النبي الكريم ونضاله في سبيل تبليغ الدعوة وهداية الناس أجمعين. كما يستحضرون معاناته في سبيل ذلك لدرجة الهجرة مُكرَها من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة رفقة الصحابة الكرام ومن معهم من المؤمنين الثابتين على الحق رغم الشدائد والمحن.
وبالإضافة إلى تأريخه لبداية السنة الهجرية الجديدة، يتميز شهر محرم بتضمنه لذكرى عاشوراء التي تصادف اليوم العاشر منه، وباستحباب الصوم فيه أكثر من غيره ما عدا رمضان مصداقا لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم).
يتمنى لكم موقع السبيل سنة سعيدة 1438 وكل عام وأنتم بألف خير.
تعليقات