رمضان على الأبواب

رمضان على الأبواب

إذا حدث وأثقلت الديون كاهل شخصٍ مَا وأقَضَّت مضجعه، وإذا طُلب منه القيام بأعمال معينة لفترة زمنية محدودة تُلغى بموجبها ديونه وتُمحى بها همومه، فإن هذا الشخص لن يتوانى عن قبول العرض واستغلال الفرصة، فكيف بعبدٍ أثقلت الذنوب صدره، ولطّخت المعاصي قلبه، ثم جاءه عرض إلاهي اسمه رمضان تُغفر فيه ذنوبه وتُمحى به خطاياه. لا شك أنه سيستغل هذه الفرصة، ويَقبل هذا العرض الذي يتجدد على مدار العام، ولا تفصلنا عنه هذه السنة سوى أيام قليلة.

ولكي ينجح العبد في استغلال هذا العرض الإلهي العظيم، يتوجب عليه الاستعداد له بكل ما أوتي من قوة وحكمة وتبصُّر، من خلال برنامج روحي مكثف يهيئ به نفسه لمختلف أنواع العبادات وشتى صنوف الطاعات، حتى يكون مستعدا لاستقبال هذا الشهر الكريم الذي قال عنه الرسول الكريم: (رغم أنف عبدٍ أدرك رمضان فلم يُغفَر له إن لم يُغفر له فمتى؟).

الدعاء ببلوغ رمضان

ولأن أعمارنا بيد الرحمان لا ندري أَيُمِدُّ لنا فيها أم يقبضنا إليه في لحظة غفلة و نسيان، ولأننا مذنبون بطبعنا، عاصون بجهلنا، علينا أن نطمع في رحمة ربنا، ونسأله أن يُمِدَّ لنا في العمر، ويبلغنا شهر التوبة والغفران. فقد كان السلف الصالح رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وستة أشهر بعده أن يتقبل منهم، فكأن العام عندهم كله رمضان.

التوبة والاستغفار

ومن مظاهر الاستعداد لرمضان ونحن على أبوابه، الإقلاع الفوري عن الذنوب والمعاصي، والعزم الصادق على عدم العودة إليها، وخير وسيلة للقطع معها التوبة والاستغفار، فالتوبة النصوح تمحو الذنوب وتكَفِّر الخطايا، والاستغفار المتواصل يُوجب رحمة الله وعفوه، ويُنزِل مغفرته سبحانه وتعالى على عباده الخاطئين.

التهيئة القلبية

ومن مظاهر الاستعداد لرمضان، تهيئ القلوب للصبر على الطاعة والابتعاد عن المعصية، وتعويدها على الإقبال على العبادة، من خلال الإكثار من الذكر والصلاة والصيام، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر أيام شعبان طاعة لله وطمعا في رحمته، وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، ولم يكن يترك صلاة الوتر مهما كانت الظروف.

التفكير في الفقراء

ومن مظاهر الاستعداد لرمضان، التفكير في الفقراء والمحتاجين، والاطلاع على أحوالهم والعزم على مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم خلال رمضان، فإدخال الفرحة على قلوبهم واجب إنساني وشرط إسلامي، فمن شاء التكفل بموائد إفطارهم فهو خير، ومن شاء دعوتهم للإفطار عنده فهو خير، ومن شاء مساعدتهم نقداً فهو خير.

شراء حاجيات رمضان قبل دخوله

ومن مظاهر الاستعداد لرمضان، أن يقوم المسلم بقضاء حاجيات رمضان قبل دخوله، فيشتري ما يلزمه من أطعمة وأشربة لا تفسد مع الوقت، ويوفر ما تحتاجه أسرته كأواني المطبخ وتجهيزات البيت والكتب الدينية وغيرها، ويمكنه استباق الوقت وشراء ملابس العيد لتوفير الوقت واغتنامه في طاعة الله، عوض تضييعه في الأسواق التي غالبا ما تكون مكتظة خلال رمضان.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات