عيد الأضحى على الأبواب، فلنستعد له يا أحباب !

عيد الأضحى على الأبواب، فلنستعد له يا أحباب !

على بعد أسابيع فقط، سيضرب المسلمون في مختلف بقاع العالم موعدا جديدا مع واحد من أهم وأعظم المناسبات الإسلامية ألا وهو عيد الأضحى المبارك. مناسبة تُذكِّر الناس بقصة نبينا إبراهيم عليه السلام مع ولده إسماعيل التي اجتمعت فيها معاني الطاعة والامتثال وأسرار البر والجمال، فلا إبراهيم أعرض عن أمر ربه الذي رآه في المنام، ولا إسماعيل اعترض على عزم أبيه على ذبحه قرب المقام، فكانت النتيجة سارةً لهما وللمسلمين بعدهما، عيدٌ سعيدٌ يفرح به المسلمون في كل مكان، ويتقربون فيه من ربهم بأضاحي رمزية وأعمال تعبدية، فإذا الود سائد بينهم، وإذا الحب قائم بينهم !

إنه لمن الجميل ونحن نستعد لاستقبال هذا العيد السعيد أن نتفكر في مقاصده العميقة، ونتأمل في أبعاده الهادفة، وأن لا ننجرف مع العادات والاعتقادات التي لا تمت لهذه المناسبة بِصلة، ومن ذلك مكابرة بعض الناس وإصرارهم على شراء الأضحية رغم ضيق ذات يدهم وقلة حيلتهم، فمنهم من يبيع أثاثه ومتاعه لهذا الغرض، ومنهم من يقترض المال الحلال والحرام، ومنهم من يشارك في بعض المسابقات كي يفوز بكبش العيد، والأدهى من هذا كله أن الكثير من الناس لا يفكر في شراء الأضحية تقربا من الله تعالى، وإنما يفعل كي يرضي أهله قبل ربِّه، وكي لا يسخر منه الناس والجيران.

ولعل المسؤولية في هذا الأمر مشتركة بين الأغنياء والفقراء على حد سواء، فمن واجب الفقير أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، ومن واجب الغني مساعدة الفقير وتقديم العون له في مثل هذه المناسبات، ومن واجبنا جميعا أن نغير نظرتنا السطحية للأضحية، وأن لا يكون التفاخر بها أمام الجيران زادِ هَمِّنا، وأن لا يصير التلذذ بلحومها أمام الناس مبلغَ علمِنا، فما لهذا سُنَّ عيد الأضحى! وما لهذا وُجِدت هذه المناسبة العظيمة! فالأضحية لا ينال الله شحومها ولحومها ولكن يناله التقوى، ومن علامات هذه الأخيرة خشية الله والخوف منه، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة في حدود الممكن والمستطاع، دون تكليف النفس وتحميلها فوق طاقتها.

بمثل هذه النظرة وهذا التصور إذن، يمكن للمسلمين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية والاقتصادية أن يستعدوا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، فلا الفقير مهموم يفكر في كيفية توفير مبلغ الأضحية، ولا الغني مشغول بنفسه في الأمور الثانوية، بل الكل متآزر، والكل متضامن، والكل مستحضر لعظمة هذه المناسبة وجمالية أهدافها ومقاصدها، فعيد الأضحى محطة سنوية لتذكُّر موقف سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل، وهو فرصة متجددة للتقرب إلى الله والامتثال له سبحانه وتعالى، وفوق هذا وذاك هو عيد لإدخال الفرح والسرور على قلوب الكبار والصغار، فاللهم بلغنا عيد الأضحى وهو مشرف على عتباتنا، ووفقنا اللهم للتقرب إليك فيه وفيما سواه، وكل عام وأنتم بألف خير !

مشاركة هذا المقال:

تعليقات