وحل شعبان.. اشتقنا لرمضان

وحل شعبان.. اشتقنا لرمضان

بسرعة البرق مرت الأيام وتوالت الشهور، لنجد أنفسنا في غمرة شهر شعبان وعلى بعد أيام قلائل من رمضان. وفي هذه الفترة تحديدا تختلط مشاعر الفرح بمَقدم شعبان وأحاسيس الشوق باقتراب رمضان، فتفرح النفس، ويسعد القلب، وتكبر الآمال والأماني، ويَعظُم الرجاء في خالق الإنسان والأكوان، ولسان حال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يقول: اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان.

حلَّ شعبان إذن وبحلوله يبدأ الاستعداد لاستقبال خير الشهور وخير الأيام وخير الليالي. حلَّ شعبان إذن وبمقدمه يستيقظ الغافلون من سُباتهم، ويجتهد المتكاسلون في عبادتهم، ويتراجع الظالمون عن طغيانهم، فيعزم العاصون على القطع مع ذنوبهم، ويقرر المتهاونون بذل المزيد من الجهد في عباداتهم، ويعزم المجتهدون على مواصلة الطاعات بنفس الجهد والعزيمة والإصرار، ولسان حالهم يقول: اللهم ارزقنا الهداية في شعبان والمغفرة في رمضان.

حلَّ شعبان إذن وبمجيئه يُعوِّد المسلمون أنفسهم على الصوم اقتداء بالنبي الكريم، ويُعلّمون أهلهم وذويهم الصبر على الطاعات والإقبال على العبادات. حل شهر شعبان، فإذا المساجد عامرة من جديد، وإذا المسلمون إرادتهم حديد، وإذا الكل عزم وإصرار على العودة إلى الله ولو من بعيد، ولسان حالهم يقول: اللهم مَكِّنْ لنا في شعبان ما يعيننا على طاعتك في رمضان.

حلَّ شعبان إذن، وبنسماته الروحية يستبشر المتاجرون مع الله ومع الناس أيضا، فإذا الصلوات في كل مكان تقام، وإذا حلقات الذكر في كل فضاء تُعقد، وإذا الأسواق عامرة بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات التي يتزود بها المسلمون استعدادا لرمضان ليستعينوا بها على مختلف العبادات والطاعات. حل شعبان إذن وبحلوله تكثر الخيرات وتنزل الرحمات، فتتزايد النسمات الروحية، وتزدهر الحركة التجارية، ويجد الكثير من العاطلين فرصة للعمل بعرض منتوجات خاصة برمضان كالحلويات والألبسة التقليدية ونحوها ولسان حالهم يقول: اللهم ارزقنا الحلال في شعبان وفي غير شعبان، وأفض علينا من خيراتك في رمضان.

حلَّ شعبان، واشتقنا لرمضان، فأدخلهما اللهم علينا باليُمن والبركات، وأَهِلَّهما اللهم على الأمة الإسلامية بالأمن والسلام بعيدا عن الحروب والصدامات والصراعات، واجعلنا اللهم ممن يجتهد في طاعتك في شعبان وفي رمضان وفي سائر الشهور والأوقات، وليكن هذا الشهر ورشة روحية نربي فيها النفس على الطاعة، ونُعوِّد فيه الروح على العبادة، ونضرب فيه المثل لأنفسنا ولغيرنا في الخُلق الحسن، والعمل الصالح، والإقبال على الله سبحانه وتعالى، فإذا جاء رمضان وجدَنا في أوج الُأهْبة وقمة الاستعداد.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات