السيرة الذاتية يوسف القرضاوي

يوسف القرضاوي

يوسف القرضاوي.. الدكتور الجليل والشيخ المثير للجدل

أُثيرَ الجدل حوله مرات ومرات بسبب آرائه الفقهية الحديثة وفتاويه الدينية الجريئة، يعتقد معارضوه أن اجتهاداته لا تنبع من روح الفقه وأصوله بل من ضغوط العصر وفُروضه. أما مناصروه، فَيرَوْن أنه يستند إلى قواعد واضحة في أصول الفقه تُوافق الدين وتواكب العصر، إنه يوسف القرضاوي; الداعية الإسلامي المعروف و أحد أبرز العلماء المعاصرين في فقه السنة النبوية.

ولد سنة 1924 بمحافظة الغربية في مصر، فترعرع هناك إلى أن تمكن من حفظ القرآن وتَعلُّم قواعد التجويد وهو دون العاشرة من عمره، لينتقل بعدها إلى جامعة الأزهر التي أتمّ فيها دراسته الابتدائية والثانوية و لمع خلالها نجمه كأنجب الطلاب، حيث كان صاحب الميزة الأولى في صفه طوال مشواره الدراسي.

مشوار تَوَّجَهُ بالتخرج من كلية أصول الدين في القاهرة سنة 1953، و بالإجازة في التدريس من كلية اللغة العربية بالقاهرة سنة 1954، كما نال دبلوم معهد الدراسات العربية في اللغة والأدب سنة 1958، ليتمكن بعدها بسنتين من الحصول على شهادة الماجيستر في علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، والتي حصل منها سنة 1973 على شهادة الدكتوراه بامتياز.

شواهده الأكاديمية، ومواهبه الفطرية، وتَمكُّنه من قواعد الفقه، عوامل أهّلته لشغل مناصب هامة موازاة مع مهمته الأساسية المتمثلة في الخطابة والتدريس بالمساجد.

وهكذا، أشرف على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف المصرية، وتقلّدَ بعدها منصب المدير العام للثقافة الاسلامية بالأزهر، ليتلقى سنة 1961 دعوة من قطر لتطوير معهدها الديني الثانوي. مهمة نجح القرضاوي في أدائها بامتياز، لِتُناطَ به فيما بعد مسؤليات أكبر لعل أبرزها تكليفه سنة 1977 بمهمة تأسيس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر التي أصبح فيما بعد عميدا لها.

نبوغه الفكري المُتَّقِد، وذكاءه الفطري الحاد، أهّلاهُ ليكون منارة علمية تضيء سماء القرن العشرين، لكن فتاويه الجريئة وآرائه المثيرة للجدل جعلته في صِدَام مع معارضيه وعرّضته للسجن غير ما مرة.

صِدَام تجاوز حدود الوطن ليشمل دولا أوروبية كالمملكة المتحدة وفرنسا اللتان اعتبرتاه ''شخصا غير مرغوب فيه''، ومنَعَتَاه من دخول أراضيهما بسبب دعمه للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

موقف لم يحبط عزيمة الشيخ القرضاوي وتشبثه بأفكاره، فألَّف الكتب وسجل المحاضرات الدينية بالصوت والصورة، وشارك في المناظرات العلمية والبرامج التلفزيونية.

وتتويجا لذلك، نال الشيخ القرضاوي جوائز من مؤسسات فكرية وعلمية بارزة، ويشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويعتبر واحدا من أكثر الشخصيات الإسلامية تأثيرا في العالم.

تعليقات