حُكم صلاة التراويح في البيت

حُكم صلاة التراويح في البيت

تعتبر صلاة التراويح من العبادات الهامة في الإسلام، وهي واحدة من الشعائر التي تؤثث شهر رمضان الكريم بأجواء دينية بهيجة وتعطره بأريج روحي متميز، وهي سنّة نبويّة تؤدى بعد صلاة العشاء إلى قبيل الفجر، وتُعتبر قياما للَّيل الذي رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه). وقد اختلف العلماء حول عدد ركعاتها لأنه لم يثبت عن النبي شيء بهذا الخصوص، عدا أنه صلاها إحدى عشرة ركعة. ومن المسلمين من يحرص على أداءها في المسجد جماعة ومنهم من يقرر أداءها في البيت منفردا أو رفقة أهله لأسباب مختلفة.

وعن هذا الأمر هناك بعض الاختلافات بين العلماء، فمنهم من يرى أن القيام مع الناس أفضل، وهذا مذهب الجمهور، لأن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فعل ذلك، ولحرص المسلمين على اتباعه في هذا النهج على مر العصور. وهناك من يرى أن صلاة التراويح في البيت أفضل للمسلم إذا كانت النية من وراء ذلك حثُّ الأهل عليها وتشجيعهم على إتيانها لنيل الأجر والفوز بالثواب، ويشترطون لهذا الأمر أن يكون بالقرب من البيت مسجد عامر بالمسلمين تُصلَّى فيه التراويح بشكل مستمر دون أن يعطل المسجد، فإن تعطل هذا الأخير ولم يصلي فيه أحد، يَنصح أهل العلم بأداءها في المسجد جماعة.

ومن أهل العلم من يربط المسألة باختلاف الأشخاص، فإذا كان الشخص حافظاً للقرآن الكريم وله قدرة على أداءها منفرداً دون أن يؤدي ذلك إلى اختلال الصلاة في المسجد بتخلُّفه عنها، فأداؤه لصلاة التراويح في الجماعة أو البيت سواء، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته مع الجماعة أفضل. وهناك من يربط المسألة بالأجر والثواب، ذلك أن جزاء من صلى مع الإمام حتى ينصرف - في رمضان - ليس كأجر من صلى وحده في البيت ولو في جماعة، فصلاة التراويح في المسجد ينال صاحبها أجر قيام ليلة كاملة.

وهناك من يربط المسألة بالجنس، فإذا كان المصلي رجلا استُحب له أداؤها في المسجد، أما إذا تعلق الأمر بامرأة فالأفضل لها أن تصليها في البيت رغم جواز ذلك في المسجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داوود: (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن). ويرى أهل العلم أنه لا يصح للمرأة أن تقتدي في صلاة التراويح بسماع صوت إمام المسجد القريب من بيتها، لأنه لا يصح الاقتداء بالإمام إلا إذا كان المصلي في نفس المسجد مع الإمام، فإن كان خارجه لم يصح إقتداؤه به ولو سمع صوته، إلا إذا امتلأ المسجد وفاض بالمصلين. وبشكل عام، لا يرى أهل العلم حرجا إذا صلى المسلم - ذكرا كان أو أنثى - صلاة التراويح في البيت رغم استحباب أدائها في المسجد للرجال وفي البيت للنساء.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات