موسم الحج على الأبواب

موسم الحج على الأبواب

أيام معدودات وتنطلق الرحلة الإيمانية المنتظرة، أيام قليلة ويحط المسلمون والمسلمات رحالهم بالأراضي المقدسة قادمين من مختلف بقاع العالم وكلهم أمل ورجاء في الطواف بالكعبة المشرفة وتقبيل الحجر الأسود، أيام معدودات تفصلنا عن مشهدٍ عظيم تهتز له القلوب وتقشعر له الأبدان، مشهدٌ تتحرك خلاله أفواج المؤمنين في وحدة غريبة وانسيابية عجيبة لتؤدي مناسك معلومةً امتثالا لقوله تعالى في سورة الحج: [ وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ].

أيام معدودات إذن ويحل موسم الحج إلى بيت الله الحرام، وفي انتظار دخوله الرسمي، لا شك أن المحظوظين بأداءه يسارعون الزمن ويسابقون الخطى ليكونوا على أهبة الاستعداد لهذه الفرصة الروحية التي قد لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر. استعدادات تبتدئ بالعزم على التوبة النصوح من الذنوب والآثام وبالقطع النهائي مع المعاصي والخطايا، وتمر عبر التفقه في أمور الحج وكيفية أدائه على الوجه الصحيح من خلال سؤال أهل العلم والاستفادة من دورات تدريبية تخصص لهذا الغرض، وتنتهي بتجديد الطاقة النفسية والبدنية وتوفير الأموال الضرورية لهذا السفر التعبدي.

ولا يقتصر الاستعداد لموسم الحج على الحجاج فقط، بل يتعداهم ليشمل السلطات السعودية أيضا، خاصة الجهات المسؤولة بشكل مباشر عن عملية الحج وما تتطلبه من إجراءات تنظيمية ضخمة وتدابير أمنية مشددة. وفي هذا الصدد أعلن وزير الحج والعمرة السعودي مؤخرا أن الجهات المسؤولة في بلده ستتخذ عددا من الاجراءات الوقائية للحيلولة دون تكرار الأحداث المؤسفة التي شهدها موسم الحج الماضي كحادثة التدافع في منى وحادثة الرافعة في الحرم المكي والتي راح ضحيتها مئات الحجاج.

وتتلخص الإجراءات المرتقبة لموسم الحج هذه السنة، في تعزيز الأمن والسلامة بمختلف فضاءات الحج من خلال استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في مجال الرصد والمراقبة. وفي هذا الإطار أعلنت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين عن قيامها بوضع شاشات إلكترونية إرشادية متطورة في كلٍّ من المسجد الحرام والساحة الخارجية للتواصل مع الحجاج وتمكينهم من المعلومات الكفيلة بتسهيل تنقلاتهم تفاديا للإزدحام. وبالإضافة إلى ذلك، يُنتظر أن يشهد موسم هذه السنة استخدامَ أساور ذكية لتحديد مكان وهوية الحجاج حفاظا على أمنهم وسلامتهم.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات