أبرز الأحداث التاريخية التي وقعت في شهر جمادى الآخرة

أبرز الأحداث التاريخية التي وقعت في شهر جمادى الآخرة

جُمادى الآخرة هو الشهر السادس من شهور السنة الهجرية، ومن الناس من يسميه جمادى الثانية لأنه يأتي مباشرة بعد جمادى الأولى ويسمى الاثنان معا بالجماديان. وقد أطلقت عليهما هذه التسمية في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم، أي في حوالي سنة 412م. وتشير المصادر والروايات المتوفرة إلى أن الأصل في تسمية هذا الشهر بهذا الاسم هو تزامنه الدائم مع الفترة التي يتجمد فيها الماء من شِدَّة البرد القارس، ولنفس السبب، كان بعض العرب يطلقون على فصل الشتاء كله اسم جمادى. ونستعرض فيما يلي أهم الأحداث والوقائع التي شهدها هذا الشهر والتي خلدها التاريخ إلى يومنا هذا.

وصول المسلمين إلى الاسكندرية

في 19 جمادى الآخرة سنة 21هـ/ 642م، تمكن المسلمون بقيادة عمرو بن العاص من الوصول إلى مشارف مدينة الاسكندرية بغرض فتحها واسترجاعها من قبضة الروم. وخلال هذه العملية قامت جماعة من الأقباط بمساعدة المسلمين للوصول إلى هدفهم، فأصلحوا لهم الطرق وأقاموا لهم الجسور والأسواق، وكانوا لهم عونا وسندا، وعندما سمع الروم بهذا الأمر استعدوا لقتال المسلمين بجيش ضخم، وأعداد كبيرة من السلاح والعتاد، وبعد فترة من المناوشات المتفرقة هنا وهناك، حان وقت المعركة، فاقتتل الجيشان ثلاثة أيام كاملة، وانتهى النزال بانتصار المسلمين وفتح الإسكندرية.

وفاة أبي بكر الصديق

في 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ/634م، توفي الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن عمر ناهز 63 سنة. ويعتبر أبو بكر الصديق واسمه الكامل أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان التيمي القرشي أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد كان من أقرب الناس إلى الرسول الكريم خلال حياته، فكان صديقه وصاحبه ورفيقه عند الهجرة. زُهده العظيم، وإحسانه للناس، وقيادته للعديد من الغزوات والفتوحات، عوامل من بين أخرى ساهمت في اعتباره كواحد من أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم. وقد كان من أكثر صحابة رسول الله إيماناً وزهداً، ومن أحَب الناس إلى قلبه بعد زوجته عائشة رضي الله عنها. وقد التصق به لقب الصّدّيق نسبة لأمانته، ولكثرة تصديق الناس إياه.

وفاة هارون الرشيد

في الثالث من شهر جمادى الآخرة سنة 193هـ/ 809م انتقل توفي الخليفة "هارون الرشيد بن محمد المهدي"، وهو أحد أشهر الخلفاء العباسيين، حيث حكم الدولة العباسية في الفترة بين سنتي 170 و 191هـ، ويتميز هارون الرشيد مقارنة بباقي الخلفاء العباسيين باعتباره الشخصية الأكثر ذكرا في كتب التاريخ الأجنبية كالحوليات الألمانية، والهندية، والصينية وغيرها، وقد أطنبت الروايات العربية في ذكره وقدمته في صورة الخليفة التقي، والقائد الورِع الذي يخشى الله، ولا يملك دموعه عند سماع القرآن والمواعظ. وقد قضى معظم فترات حياته مجاهدا في سبيل الله، فكان يحج عاما ويغزو عاما.

مشاركة هذا المقال:

تعليقات