مشغل القراءة في طور التحميل
مشغل القراءة في طور التحميل

السيرة الذاتية محمد أنور الشحات

هو مقرئ اجتمعت فيه تناقضات تفرقت في غيره، فهو الذي لقب بالشيخ الصغير الكبير؛ صغير لسنه كبير بموهبته في التلاوة التي تعادل أداء كبار القراء، صاحب الصوت العذب القوي والطفل الرجل حيث تحمل مسؤولية إعالة أسرته في سن مبكرة، إنه الشيخ المقرئ محمد أنور الشحات.

ولد الشحات سنة 1950 بقرية كفر الوزير المصرية، تيتم وعمره لا يتجاوز ثلاثة أشهر حيث توفي والده مما اضطر والدته إلى الانتقال للإقامة بمنزل والدها. وهناك نشأ حبه لكتاب الله، حيث تكفل خاله الشيخ حلمي محمد مصطفى بتربيته وجعله يتمم حفظ القرآن في سن الثامنة من عمره.

ولأن زينة القرآن التجويد، انتقل الشيخ الشحات بعد حفظه للقرآن إلى قرية كفر المقدام من أجل تعلم التجويد على يد الشيخ علي سيد احمد وهو في سن العاشرة. وهناك أبان عن موهبة وصوت حسن جعلت الشيخ يتنبأ له بمستقبل كبير كأحد أشهر القراء المصريين.

وفاة خاله واضطراره إلى تحمل مسؤولية إعالة أسرته، كلها عوامل تضافرت من أجل إنهاء طفولة الشيخ شحات قبل الأوان وإقحامه في عالم الكبار وهو دون سن العشرين. حيث بدأ عمله كمقرئ بأجور زهيدة لا تتعدى ثلاثة أرباع جنيه. مما جعل بدايته قاسية في هذا المجال غير أن ذلك لم ينل من عزيمته وإصراره حيث استطاع أن يصنع لنفسه إسما في عالم كبار القراء بالمنطقة. وبالفعل، فبعد تجاوز سن العشرين، أصبح للشيخ جمهور في العديد من المحافظات المصرية ومما ساعد على شهرته أجهزة التسجيل التي عرفت انتشارا كبيرا بعد سنة 1970.

سلسة نجاحاته لم تقف عند هذا الحد، فبحكم أن شهرته كانت ذائعة الصيت وجهت إليه دعوة افتتاح حفل ديني من طرف رئيس مركز مدينة ميت غمر حسن الحفناوي، ومن حسن حظه أن رئيس إذاعة القرآن الكريم كان من بين المتواجدين في الحفل حيث اعجب بصوته وشجعه على الالتحاق بالإذاعة.
وفي سنة 1976 تقدم بطلب الالتحاق غير انه لم يتم قبوله لكونه لم يكن ملما بأساليب التلوين النغمي مما جعله يلتحق بالمعهد الحر للموسيقى حيث درس هناك لمدة عاميين مما أهله أن يصبح قارئا معتمدا بالإذاعة سنة 1979.

أفل نجم الشيخ محمد أنور الشحات سنة 2008 عن عمر يناهز 58 سنة، بعد أن صنع لنفسه مدرسة خاصة في فن التلاوة وحسن الأداء نهل منها العديد من القرآن الذين حاولوا تقليده كالقارئ ناصر الزيات.

تعليقات