لنسابق إلى فعل الخيرات في رمضان
من مميزات رمضان الكريم أنه الشهر الذي تكثر فيه الخيرات وتتعدد فيه المبادرات الإحسانية هنا وهناك. وأعمال الخير كما يُعرفها أهل العلم هي كل ما يقوم به العبد من أعمال البر طاعةً لله وابتغاء مرضاته، ويشمل ذلك كل ما ينفع الناس كالصدقة، وتعليم العلم، وتحفيظ القرآن، وأعمال الإغاثة وغيرها من المبادرات النبيلة التي يمس أثرها شريحة أو أكثر من المجتمع، وقد أمرنا الله تعالى بفعل الخير والمسارعة إليه في رمضان وفي غير رمضان فقال في سورة الحج: [يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون]، وقال في سورة المائدة: [فاستبقوا الخيرات]، أي بادروا بالأعمال الصالحة وسارعوا إليها.
وإذا كانت الدعوة الإلهية إلى فعل الخيرات عامة تشمل كل أيام السنة وشهورها، فإن إتيان هذه الأعمال والمسارعة إليها في شهر رمضان الكريم أفضل وأكمل وأوجب للثواب المضاعف والأجر العميم. وللعمل الخيري في رمضان طعم خاص، وللمبادرات الإحسانية فيه وقع عجيب على النفوس والقلوب. ولنا في رسول الله إسوة حسنة في هذا الباب فقد ورد في الحديث الذي رواه الشيخان: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة).
فلنسارع - أيها الإخوة والأخوات - إلى استغلال ما تبقى من هذا الشهر الكريم بفعل ما استطعنا من الخيرات وتنظيم ما تيسر لنا من المبادرات، فإن كان بيننا جائع أطعمناه فطردنا جوعه، وإن كان بيننا عارٍ كسوناه فسترنا عُرْيَه، وإن كان بيننا دائن قضينا دينه فكفيناه همَّه، وإن كان بيننا مهموم واسيناه فكففنا عنه دمعه، وإن كان بيننا فقير تصدقنا عليه فخففنا فقره، وإن كان بيننا من يحتاجنا ماديا أو معنويا، سارعنا إلى طرق بابه قبل أن يطرق بابنا، وساعدناه قبل أن يحرج نفسه فيطلبنا، وآزرناه قبل أن يفكر في مد يده لنا. فلنتعاون على البر كما لنا في الرسول إسوة، ولنكن يدا واحدة في الخير إخوة، ولتكن نيتنا في ذلك خالصة لوجه الله تعالى لا نريد من الناس جزاء ولا شكورا.
تعليقات