نبدة عن رواية البزي عن ابن كثير

تحظى رواية البزي عن ابن كثير بمكانة هامة في الأوساط القرآنية العربية والإسلامية، ويعود سندها إلى مؤذن المسجد الحرام الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدالله البزي المولود سنة 170 هجرية والمتوفى سنة 250 هجرية، والذي أخذها وتلقاها عن إمامه الشيخ ابن كثير المكي واسمه الكامل عبدالله أبو معبد العطار الداري المزداد سنة 45 هجرية والمتوفى سنة 120 هجرية.

قرأ بهذه الرواية الكثير من الأئمة والشيوخ البارزين على مر التاريخ الإسلامي ورووها عن ابن كثير، لكنها ارتبطت بشكل أكبر بالشيخ البزي الذي كان معروفا بكونه أستاذا متمكنا في قراءات القران الكريم وضابطا محققا لقواعد تلاوته. وقد انتشرت هذه الرواية القرآنية وذاع صيتها في عدد من الأقطار والأمصار بالعالمين العربي والإسلامي ولا يزال القراء المعاصرون يقرؤون بها ويحافظون عليها.

وكغيرها من الروايات المتواترة، تنفرد هذه القراءة بمنهج خاص وتختص بأمور معينة تشكل أساس هويتها وعلامة تميزها، ومن ذلك، البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة كما في رواية قالون، وضم ميم الجمع ووصلها بالواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه، والقراءة بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولا واحدا، وتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما، والوقوف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء مفتوحة بالهاء.