نبدة عن رواية خلف عن حمزة
من الروايات القرآنية التي أجمع أهل العلم على تواترها وعلى صحة سندها وأدرجوها ضمن الروايات العشر، رواية خلف عن حمزة التي قرأ بها الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المزداد سنة 80 هجرية والمتوفى سنة 156 هجرية، والتي أخذها عنه وقرأ بها تلميذه خلف بن هشام البغدادي المزداد سنة 155 هجرية والمتوفى سنة 229 هجرية.
اشتهرتْ هذه الرواية منذ ظهورها وحظيت بمكانة هامة في عدد من الدول العربية والإسلامية لدرجة أن أهل بعض المناطق لم يكونوا يعرفون قراءة القرآن بغيرها. وفي ذلك إشارة إلى قبول الناس لهذه القراءة واستحسانهم لها، وقد شاعت هذه القراءة على الخصوص عند أهْل القيروان، وأهل الكوفة وقد أثنى الكثير من علماء السلف على الإمام حمزة وطريقته ومنهم من كان يصفه بحبر القرآن.
وتتميز رواية حمزة عن خلف بمنهج مختلف عن باقي القراءات العشر ومن ذلك وصل آخر كل سورة بأول تاليها من غير بسملة بينهما، وضم الهاء وصلا ووقفا في كلمات من قبيل (عليهم – إِليهم – لديهم)، والقراءة بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات، وتسكين ياء الإضافة في قوله تعالى: ( قل لعبادي الذين آمَنوا )، وإمالة الألف المقصورة إلى الياء، وغيرها من المميزات التي تشكل هوية هذه الرواية وعلامة تفردها.