نبدة عن رواية ابن وردان عن أبي جعفر
تعرف رواية ابن وردان عن أبي جعفر بأنها واحدة من أهم روايات القرآن الكريم، كما تعرف بنسبتها إلى أبي الحارث عيسى بن وردان المدني المتوفى سنة 160 هجرية، والذي رواها عن الشيخ الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني المتوفى سنة 130 هجرية، ولهذه الرواية قاسم مشترك مع رواية ابن جماز وهذا القاسم هو الأصل الذي رويت عنه وهو أبو جعفر المدني رحمه الله.
تستمد هذه الرواية القرآنية قوتها من قوة السيرة الذاتية للراوي والمروي عنه وهما أبو جعفر المدني وابن وردان، فقد كان الأول من أصدق الناس حديثا وأكملهم ثقة وأتمهم ضبطا لقواعد القرآن، فيما كان الثاني من أصحاب نافع وقد عرف بكونه إماما مقرئا يحترمه الكبير والصغير، وحاذقا ذكيا يقدره القاصي والداني، وراويا أمينا يثق فيه الجميع، ومحققا ضابطا لقواعد القرآن وأحكامه.
ومن مميزات هذه الرواية اتباعها لمنهج أبي جعفر في قراءة القرآن الكريم وترتيله، واختلافها عن معظم الروايات القرآنية، ومن ذلك القراءة بقصر المنفصل وتوسط المتصل بقدر أربع حركات، وتسهيل الهمزة الثانية مع الهمزتين المتلاقيتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما سواء أكانت الهمزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، والقراءة بإسكان الهاء في عدد من الألفاظ مثل (نوله – نؤته - فألقه)، وضم ميم الجمع ووصلها بواو إن كان بعدها حرف متحرك همزاً كان أم غيره.