حكم الكذب في الإسلام

يصفه البعض بأنه حل لمن لا حل له، تفرض عليهم الحياة في بعض الأحيان الاستعانة به، والبعض الآخر يعتبره عادة سلبية تقتضي التخلي عنها في أقرب الآجال حتى لا تتحول لحالة مرضية، وبين هذا الرأي وذاك، يظل الكذب عموما محرما، حسب ما تنص عليه تعاليم الدين الإسلامي لقوله تعالى في كتابه الكريم "إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب"، سورة غافر الآية 28.

ويعتبر الكذب بصفة عامة، هو كل تحريف كلي أو جزئي للوقائع والأحداث، بغية تحقيق أهداف معينة سواء كانت اجتماعية، مادية أو غيرها، فيكون أحد الأطراف مستفيدا على حساب الآخر، وهو جعل منه تصرفا محرما في الدين الإسلامي، كغيره من باقي الديانات، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كن صادقاً فالصدق يؤدي إلى الصلاح والصلاح يؤدي إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدي إلى الضلال والضلال يؤدي إلى النار".

وتتوزع دوافع الكذب إلى عدة أسباب، أبرزها، العادة، بحيث يألف الفرد الكذب منذ الصغر حتى يصبح في نظره أمرا عاديا لقول الرسول الكريم "لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"، إلى جانب تغلغل الحقد، الضغينة والطمع في قلوب الأفراد بحيث تجعلهم يكذبون ويفترون على الآخرين.

لكل عادة آثار سواء على الفرد أو المجتمع، بالتالي فالكذب يعتبر آفة تنخر المجتمع من خلال هدم الثقة بين أفراده، وانتشار البغض والحقد بينهم نتيجة تناقل الأخبار الزائفة، فضلا عن آثاره النفسية والمعنوية أثناء اكتشاف الحقيقة، والعقاب في الآخرة، وهو ما جعل الإسلام يحرم هذه العادة تفاديا لهذه النتائج التي تعظم مع عظم الكذبة، لقوله (ص) "..وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار".

وتجدر الإشارة إلى أن الإسلام قد أباح الكذب في بعض الحالات الإستثنائية مثلا في حالة الحروب مصداقا لقول الرسول الكريم "كل الكذب يٌكتب على إبن آدم لا محالة إلا أن يكذب الرجل فى الحرب فإن الحرب خدعة".

وخلاصة القول، أن الكذب عادة حُرمت في معظم الحالات وحُللت في بعضها درءا لمخاطر محتملة باعتبار أن الإسلام دين يسر ولير دين عسر، غير أنها بصفة عامة، تبقى بداية كل خطيئة، وهي من أقصر الطرق إلى النار.

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات