حكم الربا و المعاملات الربوية في الإسلام

تتميز العلاقات الانسانية بعدد من المعاملات أبرزها المعاملات المالية التي يكون الهدف منها تحقيق الكسب وجلب الأرباح بطريقة أو بأخرى. وقد نظم الله تعالى هذا النوع من المعاملات فقال في كتابه العزيز: [وأحل الله البيعَ وحرَّم الربا]. والربا لغةً هو الزيادة في شيء مخصوص، وشرعا الزيادة في أحد النوعين من المال على النوع الآخر إذا كانا من جنس واحد، كالذهب بالذهب والفضة بالفضة وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح ونحو ذلك.

وينقسم الربا إلى نوعين رئيسيين يسمى الأول ربا النسيئة ويطلق على الثاني ربا الفضل. فربا النسيئة هو الذي يأتي نتيجة التأخير في الأداء كأن يكون للرجل على الرجل مال مؤجل، فإذا حل وقت الدفع قال له صاحب الدين: إما أن تقضي، وإما أن تُرْبي، فإن لم يقضه مدد الدائن الأجل ورفع من قيمة الديْن مقابل التأجيل. أما ربا الفضل فهو مشتق من الفضل، وهو الزيادة في أحد النوعين أثناء مبادلتهما، فلا يجوز مثلا بيع كيلو ذهب رديء بنصف كيلو ذهب جيد، أو كيلو فضة رديء بربع كيلو فضة جيد وهكذا دواليك.

وقد حرم الله تعالى الربا لأن التعامل بها يقتضي أخذ المال من غير عوض، وفي ذلك اعتداء على حرمة الإنسان وكرامته. كما حرمها لأن العمل بها يمنع الناس عناء الكسب والتجارة ويعودهم على الكسل والخمول، وفي ذلك انقطاع لمنافع الخلق وتعطيلٌ لعمارة الأرض. كما حرَّم الله تعالى الربا لأن العمل بها يؤدي إلى انقطاع المعروف بين الناس بسبب القرض والمشاكل التي تحدث عند تعذر سدادها. لهذه الأسباب وغيرها حرَّم الله التعامل بالربا وشجع على استثمار الأموال في الأمور التي تنفع الناس فقال تعالى: [يمحق الله الربا ويربي الصدقات].

وقد أعلن سبحانه وتعالى الحرب على المتعاملين بالربا وتوعدهم بأشد أنواع العقاب فقال: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من الله ورسوله ﴾، كما حثنا النبي الكريم على اجتناب التعامل بالربا فقال في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا يا رسول الله، وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).

بقلم: مريم أبو رفيق

مشاركة هذا المقال:

تعليقات