أنواع الحجاب الإسلامي والفرق بينها

تختلف أشكال الحجاب الإسلامي من بلد لآخر وتتنوع أسماءه ودلالاته تبعا لعوامل لغوية وتاريخية وثقافية، فإذا كان معنى الحجاب في اللغة هو الستر والإخفاء، وفي الشرع لباس ترتديه المرأة المسلمة لمنع الرجال الأجانب من رؤية مفاتنها، فإن شكل هذا الحجاب وأوصافه ومسمياته مُختلَف بشأنها، فهناك من يرتبط مفهوم الحجاب الشرعي في ذهنه بالنقاب، وهناك من يربطه بالخمار، وهناك من يربطه بالجلباب، وهناك من يربطه بالبرقع وما شابهه، وهناك من تختلط عليه الأمور كلها فلا يعرف الفرقَ بين الأنواع المذكورة، ولا العلامات المميزة لكل صنف منها. وفي هذا الصدد يقوم موقع السبيل بإلقاء الضوء على هذا الموضوع من خلال تعريف لغوي واصطلاحي لأنواع الحجاب مع تبيان رأي أهل العلم فيها.

من التسميات التي يكتشفها المتأمل لمعاني الحجاب الإسلامي؛ الجلباب. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بصيغة الجمع في قوله تعالى: {يا أيها النبيء قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن}. ويختلف مفهوم الجلباب من منطقة لأخرى، لكن معانيه اللغوية تدل في الغالب على "الملاءة" حسب ابن تيمية، وعلى "الرداء" حسب ابن مسعود، وعلى "الإزار" كما يسميه العامة. وهو ثوب كبير يغطي رأس المرأة وسائر جسمها. أما في الاصطلاح فقد تحدث النووي عن معاني الجلباب فقال: "هو الملاءة التي تلتحف بها المرأة فوق ثيابها" وهذا رأي الشافعي وابن حزم والقرطبي. والجلباب بصفة عامة ثوب تلتحف به المرأة فوق ثيابها، تستر به جسمها ورأسها.

ومن التسميات الأخرى للحجاب؛ النقاب وجمعه نُقُبٌ، وتعريفه في اللغة قناع تضعه المرأة على مارِن أنفها تستر به وجهها. ويعود أصل تسميته لأن فيه نقبين على جهة العينين تنظر المرأة منهما. أما في الإصطلاح، فالنقاب معرَّف على أنه حجاب تخفي به المرأة وجهها عن الرجال الأجانب، وقد عرَّفه شهاب الدين القسطلاني فقال: (هو الثوب الذي تشده المرأة على الأنف أو تحت المحاجر). وبناء على التعريفين اللغوي والشرعي يُفهم أن النقاب عبارة عن ثوب تشده المرأة على الأنف، أو تحت المحاجر، تستر به وجهها، ولا يبدو منه إلا عيناها، وهو بذلك خاص بالوجه دون باقي الجسم.

وعلى عكس النقاب هناك نوع خاص بالرأس فقط، ويتعلق الأمر هنا بالخمار وجمعُه خُمُرٌ و أخمرةٌ. والخمار في اللغة "ثوب تغطي به المرأة رأسها". وقد ورد في حديث أُم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: (كان يمسح على الخُفِّ والخِمار)؛ وقصدها بالخمار هنا العمامة، لأَن الرجل يغطي بها رأْسه مثلما تغطي المرأة رأسها بالخمار. أما في الاصطلاح فقد ذُكر الخِمار في القرآن الكريم في قوله تعالى:{وليضربن بخُمُرهنَّ على جيوبهن}، ويعرّفه أهل العلم على أنه ثوب تضعه المرأة على رأسها وينسدل على كتفيها وجَيْبَيْها تَسْتَتِرُ به عن أعين الرجال الأجانب. وباستقراء معاني الخمار لغةً وشرعاً، يمكن تعريفه على أنه ثوب تضعه المرأة على رأسها، للتستر به عن أعين الرجال الأجانب ما عدا محارمها.

ومن الأنواع الأخرى للحجاب نذكر على سبيل المثال البرقع؛ وجمعه براقع، وهو ثوب تضعه المرأة على وجهها وفيه خرقان للعينين كما النقاب. ويتشابه البرقع والنقاب في كثير من المميزات ويختلفان من حيث السمة التاريخية والاجتماعية فقط، فقد ارتبط البرقع بنساء الأعراب على وجه الخصوص على عكس النقاب الذي لا يرتبط بطبقة اجتماعية معينة. وبناء على كل ما سبق، يتضح حجم الاختلاف في الخصائص والدلالات المرتبطة بالحجاب الإسلامي الذي يعرفه أهل العلم بشكل عام على أنه ثوب تلبسه المرأة لتستتر به عن الرجال الأجانب بغض النظر عن شكله ولونه. وقد اتفق معظمهم على ان الحجاب الشرعي يجب أن يكون لباسا واسعا سابغا يغطي جسم المرأة ما عدا الوجه والكفين.

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات

  1. " نحن لا نستطيع إدراك سبب الأحكام، فنحن لا نعرف لماذا فرض الله على النساء الحجاب ولم يفرض على الرجال الحجاب.
    نعم، نستطيع ان نعطي فرضيات ولكن مع ذلك لا نستطيع القول ان ذلك هو السبب الحقيقى لفرض الحجاب، فالأحكام الشرعية لا يجوز الاعتراض عليها بعد التصديق بالله ورسوله.
    نعم، من الحق المناقشة في الدليل الذي دل على وجوب ذلك الفعل على النساء وعدم وجوبه على الرجال، وليس من الحق الاعتراض على نفس الفعل, وإلاً لاعترض الرجل وقال لماذا الجهاد واجب على الرجل، ولماذا النفقة واجبة على الرجل ولماذا المهر على الرجل، ولاعترض كل من الرجل والمرأة فقالا: لماذا الصلاة واجبة والصيام واجب ووو؟ ولا تنتهي المسألة عند حد. "
    ومازال التقدم العلمى يُثبت لنا أن من ينتقد الدين ومظاهره، يصبح مخطئاً فى النهاية، فبالأمس كانوا يقولون أن اللحية تخلف ورجعية، لمجرد أن المسلمين يطلقونها، واليوم يقولون هى الموضة والأجمل للوجه والأفيد صحياً و ...
    - جعلنا الله وإياك ممن إذا نُبه انتبه، وأوضح لنا من طريق الحق ما اشتبه.

  2. #وبعد كل هذه الأدلة فلا بد من معرفة شئ:
    إذا كان الرجل والمرأة متساوون فى الحقيقة
    - وإذا كان الرجل لا يفتتن بوجه المرأة ولا بأى شئ
    - وإذا كان، وإذا كان ...
    - فيكفى أن الله عز وجل أمر بذلك، وهذا من شرع الله عز وجل، ونحن نقول سمعنا وأطعنا، حتى لو لم نعلم الحكمة من وراء ذلك الأمر، وحتى إن كنا نحب أن تكشف المرأة شعرها ووجهها وجسدها.
    - إن تعطَّل حاسوبك، ستذهب به لمهندس الصيانة، لأنه الأعلم فى هذا المجال بالحاسوب وطبيعته.
    ولله المثل الأعلى فالله هو خالق الإنسان، ويعلم مايُصلحه ومايُفسده.
    يتبع 8

  3. القسم الثانى من السؤال: ليس له أى علاقة أصلاً بفرض النقاب من عدمه حقيقةً، فأنت تخلط الأشياء بعاطفتك دون أن تفكر.
    - ما الذى يمنع المُحجبة والمنتقبة، من أن تكون طبيبة أو مترجمة تتفوق على الرجال فى الترجمة أو ....، مادامت تلتزم بعفتها ودينها وحجابها؟!
    - فلا يوجد أى علاقة بين السؤالين فأنت تخلط الأشياء فى عقلك وكتاباتك تسبق عقلك وتفكيرك.
    - حتى فى ذكرك لبعض النماذج أخطأت، فالرياضة والقوة البدنية أكثرها فى الرجال حتى علمياً، ولذلك أكثر السارقين والقتلة والعاملين بأعمال شاقة، والجنود المحاربين رجال، لقوتهم العضلية....
    - الرجال ناجحون فى أشياء، وكذلك النساء تتفوق فى أشياء أخرى، وهذا لا علاقة له بالملابس.
    -----------
    ومن المضحك أن تقول: أليس من العدل أن يتساوى ( الرجال) و ( النساء )
    يعنى أنت تفرق بينهم فى التسمية وتريد المساواة بينهم .
    - وهذه هى طبيعة كل من يريد تغيير السنن الكونية، أو تشغيل عقله القاصر، وانتقاد الدين وشرع الله
    أن يناقض نفسه بنفسه.
    يتبع 7 >>

  4. وبالإجابة على هذه الأسئلة، يتضح بلاشك أن المرأة هى الأكثر إثارة للرجل، وأنها الأكثر جمالاً فى الوجه والجسد ، ورقة فى الصوت و........
    - وأن إعجاب الرجل بالمرأة، ونظرته إليها، تختلف كثييراً عن إعجاب المرأة بالرجل، ونظرتها إليه.
    # إذاً نحن بين شخصين:
    1- الفتاة/ هى المطلوبة والمقصودة من قبل الرجل، لأسباب معينة منها كشف جسدها أو شعرها أو وجهها.
    2- الرجل/ وهو الطالب أو الأكثر طلباً للمرأة بسبب كشفها لجسدها، أو شعرها، أو وجهها، وهى غريزة وطبيعة فيه.
    - إذاً لو أردنا أن نحافظ على الفتاة نُخفى الأسباب، ويزول السبب والخطر.
    ----
    - هذه هى طبيعة الكون بين الرجال والنساء حتى عقلياً، وإلا يجب أن تقسم الحمل والولادة بينك وبين زوجتك، أنت تحمل فى طفل، وهى تحمل فى طفل، أنت ترضع طفلاً، وهى تٌرضع طفلاً.
    يتبع 6 >>

  5. ثالثاً: الأسئلة التى تؤكد أن المرأة هى الجمال وأن هى المطلوبة دائماً وليس الرجل، وأن النساء تختلف نفسياً وعاطفياً عن الرجال بطبيعة الحال:
    - كم مرة سمِعت عن فتاة اغتصبت رجلاً، وبالعكس كم مرة سمِعت عن رجل اغتصب فتاة؟!
    - هل سمِعت عن أماكن للزنا والعياذ بالله يعمل فيها الرجال، وتأتى إلى هذه الأماكن النساء؟!! ولماذا؟!!
    - أليس العكس هو مايحدث، لأن طبيعة الرجال فى الفتنة غير طبيعة النساء تماماً؟!
    - كم مرة سمعت عن مسابقة ( ملكة جمال العالم ) وكم مرة سمعت عن مسابقة ( ملك جمال العالم ) ؟!
    مَن الأكثر استخداماً للموضة والإكسسوارات، وأدوات الزينة، والماكياج، وعمليات التجميل الرجال أم النساء، ولماذا؟!
    فى إعلانات التسويق للمنتجات وفى خدمة العملاء، أصحاب الأعمال يفضلون الرجال أم النساء؟! ولماذا؟!
    طبعاً الأسئلة كثيرة، والأدلة كثيرة، وهذا نموذج من الأسئلة فقط.
    يتبع 5 >>

  6. وعليك أن تُجيب عن هذه الأسئلة إن كنت تعتقد بالمساواة فى كل شئ:
    - كم مرة أتاك دم الحيض؟!
    - هل ولدك أبوك، أم ولدتك أمك؟!
    - عندما كنت طفلاً رضيعاً، هل من أرضعك أخوك أم أمك؟!
    - وكم رجلاً من عائلتك حامل الآن، وحامل فى طفل أم فى طفلة، أم كسروا القاعدة وحملوا فى توأم؟
    ((((( طبعاً الإجابة على هذه الأسئلة، تُثبت وتؤكد أن هناك اختلافاً كبيراً بين الرجال والنساء، وبين طبيعة الرجال والنساء)))))
    يتبع 4 >>

  7. #سؤالك ينقسم إلى قسمين:
    1- لماذا لم يفرض النقاب على الرجال؟ أليس من العدل أن يتساوى الرجال والنساء فى نظر الله خالق الكون؟
    - والإجابة بوضوح وتفصيل:
    أولاً: العدل: هناك فرق بين العدل والمساواة، فالله عدل بين الناس، الرجل والمرأة.
    ثانياً:المساواة: الرجال والنساء متساوون فى بعض الأمور منها:
    - المساواة في الكرامة الإنسانية والتفضيل على أساس التقوى .
    - المساواة في التكليف، والعبودية لله عز وجل
    - المساواة في العدل والثواب والعقاب.
    ......
    - وغير متساويين فى أمور أخرى، فلو ساوى الله بين الرجال والنساء فى كل شئ لظُلِم أحدهما، فطبيعة الجسد تختلف، والمشاعر تختلف، وتركيبة العقل تختلف، وطريقة التفكير تختلف،..... لذلك قد يختلف الحكم الشرعى للرجال والنساء.
    يتبع >> 3

  8. إلى المتسائل 1 :
    سؤالك قد يبدو جميلاً، من رجل عاطفته تسبق عقله وفهمه.
    ليس أى كلام مكتوب من شخص يبدو من بعيد أنه كلام عقلانى، سيكون صحيحاً، بالعكس برأيى أكثر من 90% ممن يعلقون بالانترنت ينقصهم العلم والمعرفة، فقط هم عاطفيين.
    #والإجابة:
    - لماذا سميت نفسك ( متسائل) ولم تسمى نفسك ( متسائلة ) أم أننا مانزال نعيش بعقلية تفوق الذكر رغم أن أمم العالم كلها... الخ :D
    أليس من العدل أن يتساوى الرجال والنساء :D
    لا ألومك فأنت رجل لذلك تحدثت بصيغة الرجال، وإن كنتِ أنثى ستتحدثين بصيغة النساء،
    وهذا أكبر دليل على أن الرجال والنساء مختلفون حتى فى التسمية واللفظ فى كل العالم وبكل لغات العالم،
    لأن هذه هى الفطرة، وهكذا خلق الله الكون، وخلق رجالاً ونساءاً كل له مميزات غير الآخر ليكونوا سوياً مع بعضهم مكتملين، فالرجل يكمل المرأة فى شئ وهى تكمله فى شئ آخر.
    يُتبع >> 2

  9. لماذا لم يفرض النقاب على الرجال؟ أليس من العدل أن يتساوى الرجال والنساء في نظر الله خالق الكون؟ أم أننا ما نزال نعيش بعقلية تفوق الذكر رغم أن أمم العالم كلها أثبتت أن المرأة قادرة على التفوق عليه في جميع الميادين، حتى في مجال الرياضة والقوة البدنية، وصولا إلى الطب والعلوم الطبيعية والتكنولوجيا؟