الوضوء في الإسلام .. طهارة مادية وإشراقة روحية !

تُعَرِّف المعاجم اللغوية العربية الوضوءَ على أنه الحسن والنظافة والإشراق، ويُعرِّفه أهل العلم الشرعي على أنه تمرير الماء على أعضاء مخصوصة بصفة مخصوصة بنية الطهارة. ويعود سبب تسميته، إلى دوره في إضفاء الوضاءة والنظافة والإشراق على الأعضاء الأربعة التي يتم غسلها خلاله وهي الوجه واليدين والرأس والرجلين. ويقترن الوضوء بشكل وثيق مع الصلاة، فقد ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قوله : (لا تُقبل صلاةٌ من أحدث حتّى يتوضّأ).

كيفية الوضوء

أول ما يقوم به المسلم قبل الوضوء هو النية، حيث ينوي الوضوء في قلبه ويقول بسم الله، ثم يقوم بغسل كفّيه ثلاث مرّات بدءاً بالجهة اليمنى، ثم يتمضمض ثلاث مرّاتٍ أيضاً بوضع الماء في فمه وطرحه بعد تحريكه، ثم يستنشق الماء عن طريق الأنف ثلاث مرّات ويستنثره أي يطرحه عن طريق الأنف، ثم يغسل وجهه ثلاث مرّات من منابت شعر الرّأس إلى آخر الذّقن، ومن الأذن إلى الأذن، ثم يغسل اليدين إلى المرفقين ثلاث مرّات بدءا باليمين دائما، ثم يمسح رأسه مرّةً واحدة، وكذلك الشأن مع أذنيه، ثم يغسل الرّجلين إلى الكعبين مع تخليل المياه بين الأصابع. وبعد أن ينتهي من الوضوء يتلو الشهادتين ويقول: (اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين).

فرائض الوضوء

للوضوء سبعة فرائض أولها النية ومحلها القلب، حيث ينوي المسلم رفع الحدث الأصغر بالوضوء أو التطهر للصلاة أو نحو ذلك، وثانيها غسل الوجه مع تمرير الماء على شعر الحاجبين و الشارب واللحية وغيرهما، وثالثها غسل اليدين من رؤوس الأصابع إلى المرفقين، ورابعها مسح شعر الرأس أو بشرته، وخامسها غسل الرجلين إلى الكعبين، وسادسها الفور وهو الموالاة بين أفعال الوضوء من غير فتور أو تفريق بينها، وسابعها الدلك وهو تمرير اليد على العضو المغسول بعد إيصال الماء إليه.

سُنن الوضوء

للوضوء سنن كثيرة أولها التسمية وهي قول بسم الله عند البدء في الوضوء، وثانيها غسل الكفين قبل إدخالهما في الإناء، وثالثها المضمضة وهي إدخال الماء للفم وتحريكه ثم طرحه، ورابعها استعمال السواك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وخامسها الاستنشاق وهو إدخال الماء إلى الأنف عن طريق النَّفَس ولابأس بالمبالغة فيه خارج فترة الصيام، وسادسها الاستنثار وهو طرح الماء من الأنف بعد استنشاقه، وسابعها مسح الأذنين من الداخل والخارج، وثامنها التثليث في أفعال الوضوء بغسل كل عضو ثلاث مرات، وتاسعها البدء بمسح الرأس من مقدمته، وعاشرها الاقتصاد في الماء.

نواقض الوضوء

نواقض الوضوء هي الأمور التي إذا أتى المسلم أحدها أو كلَّها وجب عليه إعادة الوضوء من جديد، أولها خروج شيء من أحد السبيلين كالريح والبول والغائط وغيرها لقوله تعالى: (أو جاء أحد منكم من الغائط]. وثانيها زوال العقل بجنون أو سكر أو إغماء أو نوم ثقيل. وثالثها مس القُبُل أو الدُّبُر باليد أو نحوها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من مس فرجه فليتوضأ). ورابعها غسل الميت، وهذا حسب الراجح من قول الفقهاء.

مكروهات الوضوء

للوضوء مكروهات إذا تجنبها المسلم حَسُنَ وضوؤه وإذا أتاها لم يأثم على الأرجح، أولها الوضوء في مكان به نجاسة، وثانيها الإسراف في استعمال الماء، وثالثها اللغو أثناء الوضوء والكلام بغير ذكر الله تعالى، ورابعها الزيادة على ثلاث مرات في العضو المغسول وعلى الواحدة في العضو الممسوح، وخامسها البدء بمؤخر الأعضاء بدلا من مقدمها، وسادسها كشف العورة أثناء الاستنجاء، وسابعها مسح الرقبة لأنه لا أصل له في الدين، وثامنها ترك سُنّة من سنن الوضوء بقصد أو بدونه.

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات