آداب تلاوة القرآن الكريم

آداب ما قبل التلاوة

لتلاوة القرآن الكريم آداب كثيرة ومتعددة يمكن تقسيمها وتصنيفها وفق معيار زمني تؤخذ فيه بعين الاعتبار الآداب التي تسبق التلاوة، والآداب التي تكون أثناءها، والآداب التي تأتي بعدها، إضافة إلى آداب الاستماع والإنصات. فقبل الدخول في تلاوة كتاب الله عز وجل، يُنصح المسلم بإخلاص النية لله تعالى فيما سيقرؤه، وبتطهير نفسه من الحدثين الأصغر والأكبر، وبارتداء ملابس نقية وطاهرة ومحتشمة خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء، وباستقبال القبلة إذا أمكن ذلك، وباستعمال السواك اقتداءً بالنبي والصحابة الكرام والسلف الصالح، وباختيار مكان طاهر ووقت مناسب. وقبل الدخول في التلاوة مباشرةً، يُنصح المسلم بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لأن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم.

آداب أثناء التلاوة

عند الدخول في تلاوة القرآن الكريم، تكون البسملة هي أول ما يبدأ به المسلم مصحوبةً بالخشوع التام والتدبر الكامل لآيات الله عز وجل. وأثناء التلاوة أيضا، يُستحسن للمسلم أن يكون قلبه حاضرا أثناء التلاوة لا يفكر بغير الله تعالى، ويُنصح بطلب الرحمة من الله عند مروره بالآيات الدالة على الرحمة، وبالاستعاذة من العذاب كلما قرأ الآيات التي تتحدث عن العذاب، وبالسجود لله تعالى عند مروره بكل سجدة. كما يُنصح بتجويد القراءة إذا أمكنه ذلك، وبتحسين صوته وتجميله حسب الاستطاعة، وبقراءة السور والآيات وفق ترتيبها في المصحف الشريف، وبالصبر وعدم الاستعجال والتسرع أثناء القراءة، وبالوقوف عند رؤوس الآيات، وبعدم تلاوة القرآن الكريم في وضعية الركوع أو السجود، وبعدم قطع القراءة إلا لأمر ضروري ومستعجل، وبالتوقف عن القراءة عند الشعور بالتعب أو النوم.

آداب ما بعد التلاوة

بعد الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم، يُنصح المسلم بالذكر والاستغفار وقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليكَ". كما يُنصح المسلم بالعمل بما قرأه من محكمٍ في القرآن الكريم، وبالتسليم بكل ما مر عليه من متشابهٍ فيه، وبتجديد النية في مصاحبة كتاب الله تعالى، وبالتعهد على تلاوته ومراجعته وعدم قطع الصلة به أو هجره فقد قال أهل العلم: [من لم يقرأ القرآن فقد هجره، ومن قرأ القرآن ولم يتدبَّر معانيه فقد هجره، ومن قرأه وتدبَّره ولم يعمل بما فيه فقد هجره]. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمسلم أن يغلق المصحف بعد التلاوة فلا يتركه مفتوحا، وعليه أن يهتم به ويعتني به فلا يضعه في مكان نجس، ولا يتركه في متناول الأطفال وغيرهم ممن لا يعرفون قيمته ومكانته، وأن يرفعه عن الأرض إذا أمكن ذلك. ويمكن للمسلم أن يدعو الله بعد التلاوة بما شاء، لأن الدعاء في تلك اللحظة مستجاب خاصة بعد الختم.

آداب الاستماع للتلاوة

حث الله تعالى عباده على الاستماع التام والإنصات الكامل عندما يقرأ غيرهم القرآن الكريم ووعدهم بالرحمة لأجل ذلك مصداقا لقوله تعالى: {وإذا قُرِئَ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحَمون}، وبالإضافة إلى حسن الإنصات هناك آداب أخرى يُنصح المسلم باحترامها عند سماعه للقرآن يُتلى، ومن ذلك نذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ الجلوس بأدب واحترام، والتدبر والخشوع والسكينة، والسجود عند مرور القارئ بكل سجدة، وعدم مقاطعة القارئ أثناء التلاوة، والاتعاظ بما يُسمع من آيات بينات، وعدم الانشغال بشيء آخر سوى الله تعالى، وتصحيح الأخطاء التي يمكن للقارئ أن يقع فيها، والدعاء بعد انتهاء التلاوة بقول: "اللهم اجعل القرءآن ربيع قلوبنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم اجعلنا من أهل القرآن يا أرحم الراحمين، اللهم آمين."

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات