هل القبلة تبطل الصوم؟

كثيرا ما يتساءل الصائمون في رمضان وفي غيره، عن حكم القُبلة أثناء الصيام وعما إذا كانت القُبلة مبطلة للصوم أم لا. لذلك، يقدم لكم موقع السبيل ثلة من أقوال أهل العلم في هذا الموضوع مع استعراض الحجج والمراجع التي اعتمدوا عليها للبت في هذه المسألة.

وفي هذا الإطار، يرى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (6/388)، أن القُبلة لا تبطل الصوم ما لم يكن معها إنزال، مشيرا إلى أن الرجل إذا باشر زوجته سواء باليد، أو بالوجه بتقبيل، أو بالفرج ( دون جماع ) فإنه إذا أنزل أفطر، وإذا لم ينزل فلا فطر بذلك.

وفي نفس السياق، يرى فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في الفتوى المنشورة على موقعه الالكتروني أن تقبيل الزوجة لا يفطر الصائم، مستشهدا بكون النبي الكريم كان يقبل امرأته وهو صائم ويباشر وهو صائم. فالقبلة واللمس والضم -حسب فضيلته - أفعال لا تفطر الصائم. وعن قوله تعالى: [أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء]، فيرى رحمه الله أن المراد بها الجماع وليس القُبلة.

وعلى نفس المنوال، يرى فضيلة الشيخ محمد حسان في إحدى الفيديوهات المنشورة له، أنه من الأمور المباحة أثناء الصوم، المباشرةُ والقُبلة بين الزوجين، بشرط أن يكون المقبل لزوجه متحكما في نفسه مالكا لإربه. ويستشهد على ذلك بما ورد في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبّل في رمضان وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإربه).

وتأكيدا لهذا الطرح، يرى فضيلة الشيخ صالح المغامسي في الفتوى المنشورة له على موقع يوتوب، أن الانسان إذا كان يستطيع أن يملك إربه ولا يخشى على نفسه أن يجازف بعد القبلة بأمور أخرى، جاز له أن يُقبّل الزوجة. ويستطرد فضيلته قائلا إن تقبيل الزوجة لا يفسد الصيام، لكن كلما حفظ الإنسان صيامه كان أولى وأكمل، خاصة إذا كان ممن لا يقدر على إبقاء الأمر عند حدود التقبيل بل يتجاوزه.

ومن خلال ما سبق، يتضح أن القُبلة لا تبطل الصوم في رمضان وفي غيره، ما لم يصاحبها إنزال. والله تعالى أعلى وأعلم.

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات