الحجر الأسود، خصائصه، أحكامه وفضائله

تعريفه

الحجر الأسود حجر مقدس يتموقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة. ويتألف من عدة قطع يحيط بها إطار من الفضة الخالصة لحمايته من التلف. وهو حجر بيضاوي الشكل يرتفع عن الأرض بمتر ونصف ويبلغ قطره 30 سم، ويصل حجمه لحوالي 20 سم في 16 سم، علما أن حجمه الحقيقي غير معلوم نظرا لتغير أبعاده مع الزمن. ويتميز هذا الحجر بلونه الأسود المائل إلى الحمرة، علما أن السواد موجود في طرفه العلوي فقط والباقي أبيض. وقد سُمي بالحجر الأسود لأنه كان في الأصل أبيضا فسودته خطايا البشر حيث روى ابن عباس عن النبي الكريم قوله: (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم).

لمحة تاريخية عنه

حسب المصادر المتوفرة فقد ظهر الحجر الأسود في زمن إبراهيم عليه السلام حيث نزل به جبريل من السماء. وقد ورد الحديث أن "الحجر الأسود من الجنة". ويرتبط الحجر الأسود بأحداث تاريخية مهمة. فقبيل البعثة بقليل، أعادت قريش بناء الكعبة واختلف سادتها في من يكون له شرف وضعه مكانه، فلجؤوا إلى النبي وحكَّموه في أمرهم، فوضع الحجر الأسود بيده على ثوبٍ وأمر كبير كل قبيلة برفع طرفٍ من الثوب ليوضع الحجر في مكانه، وبذلك انتهى الخلاف. وقد تعرض الحجر الأسود لمحاولات متعددة لاقتلاعه وإتلافه أبرزها حادثة القرامطة الذين استولوا عليه سنة 317هـ ولم تتم استعادته إلا بعد 22 سنة.

مميزاته

يتميز الحجر الأسود بطبيعة مغايرة للحجارة التي نعرفها، وقد قيل عنه أنه حجر يطفو على الماء، ولا يحمو على النار. وقد أجريت عليه أبحاث متعددة تنوعت تفسيراتها بين من يقول إن أصله يعود لمادة البازلت، ومن يرى أن أصله يرجع لمادة العقيق والزجاج الطبيعي، ورأي ثالث يؤكد أنه أصله يعود لأحد النيازك الفريدة. والمشهور من هذه الأقوال أنه حجر نيزكي وهو ما أكده المتخصص النمساوي بول باتريش والعالم الجغرافي الانجليزي بارتون. لكن هذه الأقوال تظل مجرد اجتهادات وتفسيرات قد تصيب وقد تخطئ، والمؤكد عندنا هو ما ورد عن النبي الكريم أنه حجر من الجنة.

أحكامه

تتعلق أحكام الحجر الأسود بمسائل متعددة كحكم استلامه، وحكم تقبيله، وحكم السجود عليه، وحكم الإشارة إليه، وعلاقة الطواف به. وفي هذا الصدد يرى العلماء أن استلام الحجر الأسود والمسح عليه سنة مستحبة، ويرون أن تقبيله يدخل في سنن الطواف، أما السجود عليه فهناك قولان الأول يرى أنه مستحب كالحنفية والشافعية والحنابلة والثاني يقول إنه مكروه وهو رأي رُويَ عن الإمام مالك. وبخصوص الإشارة إليه من بعيد فقد أجمعت المذاهب الأربعة على أن ذلك من السُّنة إذا تعذر لمسه باليد. وبالإضافة إلى ذلك، يرى الكثير من الفقهاء أن الطواف بالكعبة يجب أن يبتدئ بالحجر الأسود، ويقولون باستحباب استلامه بعد الانتهاء من الطواف.

فضائله

للحجر الأسود فضائل كثيرة ومتعددة. ومن ذلك أنه يأتي شهيدا بالحق يوم القيامة. فقد روي عن ابن عباس أن النبي الكريم قال: (ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به ويشهد على من يستلمه بحق). ومن فضائله كذلك أنه سبب في مغفرة الذنوب والخطايا. فقد روي عن ابن عمر أن النبي الكريم قال: (إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطّاً). ويكفي للمسلم أن يقتدي في الحجر الأسود بفعل النبي الكريم لينال الثواب العظيم والأجر الجزيل، فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك».

بقلم: زينب غيلان

مشاركة هذا المقال:

تعليقات