أحكام الطهارة ومكانتها في الإسلام

يُولي الدين الإسلامي عناية كبيرة بالطهارة في أبعادها المادية والمعنوية. فالطهارة نصف الإيمان كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي شعار المسلم الحق وطريقه نحو نيل رضا الله ومحبته مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}.

تعريف الطهارة

الطّهارة لغة النظافة والخلو من الأوساخ والنجاسات المادية والمجردة كطهارة الثوب والبدن وطهارة القلب والنفس وغيرهما. وشرعاً نظافة مخصوصة بنية مخصوصة وصفة مخصوصة الهدف منها رفع الحدث، أو إزالة النجاسة وهي ثلاثة أنواع؛ طهارة القلب، وطهارة الخبث، وطهارة الحدث.

طهارة القلب

يُقصد بها خلو القلب من الحقد والبغض والحسد، وطهارته من الذنوب والمعاصي، ويستدل على ذلك بقوله تعالى في الكفار في سورة المائدة: [أولئك الذين لم يُرِد الله أن يطهر قلوبهم]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).

طهارة الخبث

يُقصد بطهارة الخبث التطهر من النجاسات المادية المحسوسة والمرئية بمختلف أنواعها كالبول والغائط والدم وغيرها. وهي نجاسات لا يَطهُر منها الإنسان إلا بالماء. حيث يُغسَل العضو المعني بالماء جيدا حتى يزول لون وطعم ورائحة النجاسة.

طهارة الحدث

يُقصد بطهارة الحدث التطهر من النجاسات المعنوية غير المحسوسة التي تمنع الإنسان من الصلاة والطواف ونحوهما، وهي قسمان؛ حدث أصغر يوجب الوُضوء فقط كالنوم الثقيل وخروج شيء من أحد السبيلين كالريح والمذي وغيرهما. وحدث أكبر يوجب الاغتسال كخروج المني والجَنَابَةِ ونحوهما.

شروط الطهارة

للطهارة شروط أساسية أولها الإسلام فلا يصح وضوء الكافر واغتساله. وثانيها النية. وثالثها التمييز، حيث لا تجب الطهارة الشرعية على الصبي والمجنون ونحوهما. ورابعها نزع ما يحجب الماء عن الوصول إلى البشرة. وخامسها تخليص البدن من النجاسة قبل غسله. وسادسها انتفاء ما يمنع صحة الغسل كالحيض والنفاس. وسابعها تعميم البدن بالماء في الغسل.

فضل الطهارة

من فضائل الطهارة نيل حب الله تعالى ومرضاته، ومن فضائلها أيضا مغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، ومن فضائلها كذلك أن الذي يبيت طاهرا يجعل الله له ملكا يدعو له خلال تقلبه ويقول : (اللهم اغفر لعبدك إنه بات طاهرا).

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات