النوافل في الإسلام.. فرصة لجبر نواقص الفريضة

النوافل صلوات يؤديها المسلم إضافة إلى الفرائض الخمس التي هي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقد سُمِّيَتْ هذه الصلوات نوافل اشتقاقا من النفل الذي يعني في قواميس اللغة العربية الزيادة في الأمر الحسن، فالنوافل صلوات زائدة على الفرائض يُثاب فاعلها ولا يأثم تاركها. ويُقسِّم أهل العلم النوافل إلى ثلاثة أقسام موزعة بين السنن والمستحبات والتطوعات.

السُّنن

يُقصَد بالسنن الصلوات التي ثبت أنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يؤديها ويواظب عليها، ومنها الرواتب وهي اثنتا عشرة ركعة منها أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. ومن السنن أيضا صلاة الضحى وهي ثمانُ ركعات ووقتها من بعد طلوع الشمس إلى قبيل الزوال، ومن السنن أيضا صلاة الوتر وأقلها ركعة واحدة وأكثرها إحدى عشرة ركعة، إضافة إلى قيام الليل الذي قال الله في المواظبين عليه: [والذين يبيتون لربهم سُجَّداً وقياماً].

المُستحبات

يُقصَد بالمستحبات الصلوات التي ورد الخبر بفضلها ولم تَثبُت المواظبة عليها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك صلوات الأيام والليالي، والصلاة عند الخروج من المنزل والدخول فيه، والصلاة بين كل أذانين، وصلاة أربع ركعات قبل العصر، وصلاة ركعتين قبل المغرب.

التطوعات

يُقصَد بالتطوعات الصلوات التي يؤديها المسلم بعد الفرائض، والتي لم يَرِدْ فيها أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنها تطوع من العبد يؤديها إذا وُجدت أسبابها كأن تُلِمَّ به ضائقة أو يرغب في تعظيم شعائر الله ومناجاته، ومن ذلك تحية المسجد لمن دخله وأراد الجلوس فيه، وركعتين بعد الوضوء، وصلاة الكسوف، وركعتي الطواف وغيرها.

مقاصد النوافل

للنوافل مقاصد وحِكم ربانية أهمها التقرب إلى الله مصداقا لقوله تعالى في الحديث القدسي: [ولا زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه]. ومن مقاصدها كذلك جبر النقص الذي قد يحصل في صلاة الفريضة، وتعويد المسلم على الزيادة في فعل الخيرات وعلى الاستمرارية في العمل الحسن، وتهييئه لأعمال البر والتطوع دينية كانت أو دنيوية.

النوافل المُحرَّمة

وضع أهل العلم ضوابط خاصة لا ينبغي تجاوزها حتى لو تعلق الأمر بفعل الخيرات كي لا يتحول الدّين إلى فوضى يزيد فيه من شاء وينقص فيه من شاء. لذلك نهى الشرع عن صلاة التطوع عند طلوع الشمس وعند غروبها تجنبا للتشبه بعبَدة الشمس. كما منع التطوع للصلاة في ساعة خروج الامام لخطبة الجمعة احتراما للإمام وتعظيما للخطبة. كما حرَّم النافلة حين إقامة الفريضة مراعاةً للأولويات في هذا الدين حيث تأتي الفرائض أولا والنوافل ثانيا.

بقلم: محمد الحياني

مشاركة هذا المقال:

تعليقات